جلست امامها على الطاولة انظر الى عينيها بعطف وحنان وانا امسك بكفيها الباردتين الممتلئة بالعروق والأوردة البارزة وقلت لها: كيف حالك امي؟
فلم ترد بل اخذت تنظر الى في استغراب ودهشة وقالت لي : من انتي؟ قلت لها: الاتعرفينني ؟ فقالت : لا . اطرقت راسي في حزن واسي واغرورقت عيناي بالدموع وفرت دمعه ساخنة من عيني وانسابت على وجههى . ربت على كتفها بحنان وضممتها الي صدري كأنها طفلتي الصغيره ثم أمسكت
المشط في يدي وسرحت لها شعرها وأخذت اغني لها بصوت عذب ورقيق حتي نامت . لقد أصابها مرض الزهايمر منذ عام و ذهبنا بها الي الطبيب المختص وصرف لها الأدوية والعقاقير التي داومت على إعطاءها لها بكل دقة وانتظام دون جدوى فلم تتحسن حالتها ولم تعد تعلم من بعد علم شيئا . كل ما نصحنا به الطبيب هو أن نشملها بالعطف والحنان والرعاية . كم هو شعور صعب ومؤلم ان تفقد امك وهي على قيد الحياة
وتفقد القدرة على التواصل معها وتبقي مجرد جسد بلا روح اوحياه أو مشاعر ،ولكن لم يكن باليد حيله لقد كنت امارس تلك الطقوس كل يوم اجلس معها ،واحكي لها عن احوالي وعن مشاكلي وهمومي واغني لها وبالرغم من أنها لم تكن ترد علي أو تتجاوب معي على الاطلاق الا انني كنت احس براحه وسلام نفسي في صحبتها ومجالستها . واكرر على مسامعها السؤال ذاته كل مرة هل تذكريني ؟ هل تعرفي من اكون ؟ ولكن اليوم سالتها نفس السؤال مره اخرى وجاء ردها : انا لا اعرفك ولكن اعرف اني احبك.
تمت
بقلم رومي الريس
فلم ترد بل اخذت تنظر الى في استغراب ودهشة وقالت لي : من انتي؟ قلت لها: الاتعرفينني ؟ فقالت : لا . اطرقت راسي في حزن واسي واغرورقت عيناي بالدموع وفرت دمعه ساخنة من عيني وانسابت على وجههى . ربت على كتفها بحنان وضممتها الي صدري كأنها طفلتي الصغيره ثم أمسكت
المشط في يدي وسرحت لها شعرها وأخذت اغني لها بصوت عذب ورقيق حتي نامت . لقد أصابها مرض الزهايمر منذ عام و ذهبنا بها الي الطبيب المختص وصرف لها الأدوية والعقاقير التي داومت على إعطاءها لها بكل دقة وانتظام دون جدوى فلم تتحسن حالتها ولم تعد تعلم من بعد علم شيئا . كل ما نصحنا به الطبيب هو أن نشملها بالعطف والحنان والرعاية . كم هو شعور صعب ومؤلم ان تفقد امك وهي على قيد الحياة
وتفقد القدرة على التواصل معها وتبقي مجرد جسد بلا روح اوحياه أو مشاعر ،ولكن لم يكن باليد حيله لقد كنت امارس تلك الطقوس كل يوم اجلس معها ،واحكي لها عن احوالي وعن مشاكلي وهمومي واغني لها وبالرغم من أنها لم تكن ترد علي أو تتجاوب معي على الاطلاق الا انني كنت احس براحه وسلام نفسي في صحبتها ومجالستها . واكرر على مسامعها السؤال ذاته كل مرة هل تذكريني ؟ هل تعرفي من اكون ؟ ولكن اليوم سالتها نفس السؤال مره اخرى وجاء ردها : انا لا اعرفك ولكن اعرف اني احبك.
تمت
بقلم رومي الريس