الاثنين، 16 ديسمبر 2019

المهرج /بقلم رومي الريس

قصه قصيره بعنوان
                    المهرج
وقف أمام المرآة ينظر إلى وجهه في صمت وأخذ يمسح الألوان الصارخة من علي وجهه بقطعه قماش مبللة بالماء.
ثم ارتمي على سريره وأجهش بالبكاء وتعالت شهقاته فأطبق بيده على فمه كيلا يعلو صوته فيسمعه ابنه الراقد في الحجرة المجاورة لحجرته. إنه يعمل مهرجا في السيرك وله ابن وحيد، مريض بمرض عضال أفقده القدرة على الحركة فأصبح عاجزا،ملازما للفراش . لقد ماتت زوجته بعد ولادة الطفل مباشره وتركته بعهده الاب. وكلما نظر الاب الي ابنه يشعر بالألم وقله حيلته. يالسخريه القدر انني أعمل مهرجا،اقوم باضحاك الناس ورسم البسمه على وجوههم وقلبي ممتليء بالاوجاع وتلال من الاحزان ،مثقل بالهموم. عندما اعود الى المنزل كل يوم أشعر بخيبة أمل كبيرة عندما أجد طفلي المسكين راقدا في فراشه بلا حول ولا قوه كخرقه باليه ،عاجزا عن الحركة،ولا اقدر على عمل شيئ له.ولكن عزاءي الوحيد هو وجودي وسط الاطفال استمد طاقتي واجددها من وجودي معهم ومن نشاطهم وحيويتهم.ان الابتسامه التي ارسمها على وجوههم البريئه هي ما يمنحني الامل والدافع لمواصلة الحياة والشعور بالسعادة.وهاهو يقف وسط الجموع تحت الأضواء ،يقوم بأداء عرضه اليومي في همه ونشاط وتعلو الضحكات من حوله وصيحات الاعجاب والتصفيق الحاد،وتتسلل دمعه على خده فيشيح بوجهه بعيدا عن الأنظار ويمسحها بسرعة ويستأنف العرض من جديد وتتعالى الضحكات والصيحات والتصفيق .

                             تمت
                 بقلم رومي الريس
                      بعنوان (المهرج)

ليست هناك تعليقات:

الأستاذة د. غنوة حمزة// تكتب نبض مشتاق..

نبض مشتاق  أيا مالك الفؤاد ألم تصلك رسائل  الياسمين ..وما أل إليه حالي  خذني إليك ..لملم شتاتي  بحديث عنوانه ... نبض يشتاق....قد أصابه الردى...