إلَى مُسْتَأْجَرِي بَيْت الْعَفَاف
سأدافع عن المرأة بالظفر والناب والبارودة
بَاعُوا الْمَرْأَةَ بِالتَّقْسِيط و بِالدَّيْن
هملوا ضحكتها وَعَرَضُوا الشَّفَتَيْن
صلبوها عَلَى جِدَارِ الخُرَافَةِ و الْأَسَاطِير
جَرّدُوهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
إلَّا الْمَطْبَخ و السَّرِير
مَنَعُوا السَّنَابِل مِنْ أَنَّ تَرْتَفِعَ
و الْخُيُول مِنْ أَنَّ تَصْهَل
و الطُّيُور مِنْ أَنَّ تَطِير
شوهوا أنوثتها و داسوا بَراعِمَ السُّمْعَة
أَهَانُوا كرامتها
بِاسْم الْمُتْعَة
ذَبَحُوا قدسيتها
بِاسْم الْمُتْعَة
و عَرَضُوهَا مَطْبُوخَةَّ عَلَى سَرِيرٍ مَفْرُوشٍ
مَنْ يَشْتَرِي هَذِهِ السِّلْعَةَ
لِمَاذَا يَبِسَت فِينَا عُرُوق الْكِبْرِيَاء
و سَقَطَت عَنَّا بكارات الْحَيَاء
لِمَاذَا تجاهلنا تعاليم السَّمَاء
و ركضنا وَرَاء فتافيت الْإِفْتَاء
و نَسِينَا آيَات الْجِهَادِ عَلَى الأمريكان
و أَحَادِيثَ النَّبِيِّ عَنْ الْفُقَرَاء
أَيْن أشعارك يَا قَيْسُ
أَيْن ضفائرك يَا لَيْلَى الْعَامِرِيَّة
أَيْنَ الْحِنّاءُ و الشُّمُوع
و المناديل المخملية
هَا هُمْ قَدْ سَرَقُوا اِبْتِسَامَةَ الجوكوندا
و بَرَاءَة مَرْيَم المجدلية
و بَالُوا فَوْق نُون النِّسْوَة
و أغتصبوا تاءات التَّأْنِيث
و أَبَاحُوا الشطآن الْوَرْدِيَّة
سَجَنُوا وِلَادَة بِتّ الْمُسْتَكْفِي
و أَلْغَوْا قَصَائِدَ الْحُبِّ الْعَرَبِيَّة
قَد زَرَعُوا الْعَمَى فِي الْعُيُونِ الْخَضِر
و أستأصلوا غُدَد السِّحْر
مِنْ الْعُيُونِ العسلية
و حَرَّفُوا كَلَامَ اللَّه لِصَالِحِهِم
و خبئوا النُّسْخَةَ الْأَصْلِيَّة
لَا أَفْهَمُ كَيْف قَطَعْنَا حَبْلُ اللَّهِ ؟
و اعْتَصَمْنَا جَمِيعًا بِحَبْل الْوَثَنِيَّة
فمتعنا أَنْفُسَنَا عَلَى حِسَابِ الدِّين
و أستعرضنا عضلاتنا عَلَى حِسَابِ الدِّين
و قرقشنا كَقَطْع البسكويت عِظَام نِسَاءَنَا
عَلَى حِسَابِ الدِّين
و عرينا عَذَارَى و متزوجاتٍ
و مُطْلَقَاتٍ و أَرَامِلَ
فِي حَانُوتٍ يَمْلِكُهُ رَجُلُ اللَّا دَيْنْ
مَنْ يَقْتُلُ غُول الْجِنْس
و يَصْطَاد ذِئَاب الشَّهْوَة
مَن يُوقَف هَذَا الرِّجْس
وينقذ تِلْك النِّسْوَة
مَن يُشْعَل فِي الْبَحْرِ النِّيرَان
مَن يُوقِظُ فِي الْإِنْسَانِ الْإِنْسَان
مَنْ يَرْفَعُ رَايَات الْعِصْيَان
مَنْ يَغْسِلُ الْقُبْح عَنْ الْوُجُوهِ و الْأَذْهَان
مَن يَحمِي وَصَايَا الرَّسُول
و يَحْفَظ كَرَامَةَ الْقُرْآن
شاعر المرأة حسَين الاحساسي