هباء ...
اجمع مصابي من الهوى
و بقاياي من فاه الأنين
و اضرب بي خد الحنين
و اجعلني أنسى وجع السنين
و اقسم من دنياي حظي اللعين
و اترك الحاصل لعينيك
بعد أن تطرح حزني الدفين
اكتبني لغة عشق لم تعرفها الرياضيات
و إحفظ قواعدي على ذاك الجبين
بين ماضي و حاضري سر دفين
قافلة مجهولة الوجهة ...
تقتفي أثر النجاة على أرض تأمل حزين
اقتل واقع الوفاء بين ضلوعي
و اسجن إيماني بالهوى ...رهين
لعل الحظ يستجيب لتطلعات الصدق
لعلي أنسى غدرك المشين
لا الليل ينبغي له أن يسبق ولهي
و لا الشمس ستطلع على ملامحك
و لو انقلبت كل القوانين
مقتول أنت في تفاصيل الذاكرة
لا ملامح ...لا عيون ....لا نبض ...لا عناوين
إذ ذاكرة الوله هباء
حين يصير الشوق فعلا مهين
حين تتخاذل أنفاس التطلع
إلى غد يشرق من عينيك ...أي غد و أي كمين؟
لم تعد ملامح ظلك القائم ليل نهار
تحرك شيئا في فلكي ....
ما عاد الرخيص رخيصا و لا الثمين ...ثمين
إذ تفاصيل العشق كلها باتت هجينة
فعذرا ...أنا ليس لي قلب هجين
أيها الطيف الذي اخترقني بلا أثر
و امتزج بدماء الوتين
أفكنت خلقة أتمها الله علي
أم ريح شياطين
راودتك بما أنا عليه
لا زيفا ...بل حرصا و عماد شعور متين
راودتني بالضرر في يساري ....يسارا و يمين..!
تقلبه ...و تطوي المسافات و الأزمنة
و تسرق العمر على هيأة همس أمين
تسمعني تراتيل العشق
تسجد بمحراب عيناي دون طهارة ....
فأي ملة في الهوى أنت عليها و أي دين؟
ما كان عندي شك في أفق عينيك
كلي بهما ...في الهلاك يقين
لكني أحببت يا سيدي
و أردت أن أجرب آه المحبين
فآه ...ثم آه ...ثم آه لا من الحب
بل من الكاذبين
لو كنت تعتقد آنفا
أني وجع ....و أنك سكين
أو أني محض أنثى دكت قلاعها
و أنك حصن حصين
فاتركني أخبرك ...
أيها الغر في هواي ...و المعلق بحبال نجواي
يا ذاك المسكين
أن ملامح الذكرى هباء
و أني بسمة ليل يكفر بالإنتظار
و يقطع أوردته ...قبل أن يسبيها الحنين
كلي كبرياء ...فتبا
للشتاء الملتف على نيران العاشقين
لا خير في نار
تلهب أفئدة ...و لا تطبب جراحا
و إياك أن تستهين
بصمت امرأة شرقية
على خاصرة الوجع ...تغرس ألف سكين
لطيفك ...لوجهك ...لكل شيء جمعها بك
و تشرد الملايين من اللحظات و الملايين
لتصير أنت و ذاك الحب و كل الشوق
و الصبر و الدمع و الغيرة ....هباء .
عصفت بما تبقى من دنيا حبنا
و هاجرت و أطيار الرغبة
في ذهاب دون عود ...من حقيقة لا تقبل التخمين
و ها أنا أسقط مطرا منذ أواخر تشرين
فأنى لك بيوم صحو على ربوع قلبي
بعد أن بت وحدي على قافية الشتاء أكتب في كل حين
ولادة جديدة ...لامرأة
ما باعت ايمانها بالعشق يوما
لكنها تأبى أن تشتري من المارين ...
من المارين على دروب العمر
زيفا يقد ثوب الرضا بين جنباتها ..
أو إلى طهرها يستكين
لا و لست كيانا يسد رمق العطشى
دمائي تستباح لوجعها و لن أستعين
بملامحك و لو للحظة
و كيف أفعل ....بعد أن عدت لي مجرد هباء..؟
هباء ...
ماريا غازي
الجزائر 2019/11/20