السبت، 31 أكتوبر 2020

فاطمة ‏النهام ‏تكتب ‏وردة ‏القلب

وردة القلب
(قصة قصيرة)

من المجموعة القصصية (يوميات اخصائية اجتماعية)

بقلم القاصة البحرينية: أ. فاطمة النهام

لوحة القصة بريشة الفنانة البحرينية: اسيل خالد امين
     
  
في يوم قائض من شهر آب، ذهبت إلى أحد المجمعات التجارية. أخذت أطوف بعربتي بين أروقة المجمع، وتوجهت نحو محلات المواد الغذائية. وقفت للحظة أتأمل الأغراض المتراصة على الرفوف، لآخذ ما أحتاج إليه.
جذب انتباهي حوار يدور بين سيدتين كانتا تقفان إلى جواري. وبلا شعور، أخذت أستمع إلى الحوار، اختلست النظر إليهما. كانتا امرأتين في حوالي العقد الرابع من العمر.
 أخذت الأولى تتمعن في إحدى علب الطعام، ثم قامت برميها في عربتها بلا مبالاة، بينما أخذت الأخرى تهز رأسها أسفاً وهي تقول: 
- هل تصدقين هذا؟! لقد تم إيداعها مستشفى الطب النفسي. سمعت بأنها تعرضت لحالة اكتئاب شديدة بسبب وفاة ابنها.
أثار الموضوع فضولي، عقدت حاجبي بشدة، وأخذت أستمع إلى باقي الحوار.
هزت السيدة الثانية رأسها وهي تقول بأسى: 
ـ  المسكينة.. فعلاً، هذا ما سمعته. يبدو أنها لم تستطع أن تحتمل الصدمة.
 تنهدت الأخرى، ثم التفتت إلى صديقتها قائلة: 
- لقد كانت الحادثة مفزعة. خرج ابنها يومها يقود دراجته الهوائية عبر الشارع السريع، وما هي إلا لحظات حتى......
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول: 
- حتى أقبلت سيارة مسرعة بسرعة جنونية، ارتطمت به بقوة، ثم أردته صريعاً.
وبلا شعور، عدت بذاكرتي إلى الوراء، إلى ما يقارب عشرين عاماً، حينما دخلت إحدى المعلمات إلى مكتبي وقد امتلأت عيناها بالدموع:
- أستاذة (ميساء).. هل سمعت بالخبر المؤسف؟ لقد توفي التلميذ (زهير) بسبب حادث سيارة تعرض له ليلة البارحة!
لم تقوَ قدماي على حملي، تهالكت على أقرب مقعد إليّ وأنا أقول بصوت مختنق: 
- ماذا تقولين!؟ 
قطع حبل أفكاري صوت السيدة الأولى وهي تقول للأخرى بأسف:
- يقال بأن عمره كان تسع سنوات، المسكين. كان الله بعون والدته.
سالت دموعي على وجنتي، مسحتها بأصابع مرتجفة، واشحت بوجهي عن السيدتين. زفرت بضيق وأخذت أضع الأغراض في عربتي بعصبية.
سألت نفسي: لماذا شدني حوار تلكما السيدتين إلى هذا الحد؟!
ربما لأن ظروف هذا الطفل تذكرني كثيراً بتلميذي الحبيب (زهير).
أتذكر جيدا فرحة الأم بقدومه إلى المدرسة في أول يوم دراسي بالصف الأول الابتدائي، كانت تتبع خطواته الأولى المتعثرة بنظراتها الحانية، وغالبا ما كانت معلماته يتضايقن من وجودها المستمر واليومي بالمدرسة.
 حدثتها احداهن يوما:
- أم زهير دعيه يعتمد على نفسه!
بعد أن كانت تأخذه إلى المدرسة غالبا ما تعود أدراجها بتردد، وكأنها لا تريد أن تفارقه، نظراتها المحبة العطوفة لا تزال تتبعه، الم يكن هو طفلها المنتظر؟ 
لطالما تمنت قدومه إلى الدنيا، لقد أتى إليها أخيرا بعد طول انتظار، انتظار دام قرابة خمسة عشر عاماً، كم حلمت بقدومه إلى الدنيا بعد كل سنين الحرمان ليملأ حياتها سرورا وبهجة. 
وبلا شعور وجدت تلميذي (زهير) وكأنه يقف أمامي في هذه اللحظة. 
سمعت بذهني دق جرس الفسحة، لأراه يأتي إلى غرفة مكتبي، بطوله المميز، وقسمات وجهه الوسيمة، ونظرات خاوية لا تعرف ماذا سيخبئ لها القدر. 
لقد عانى الكثير، حيث ترعرع في وسط ظروف أسرية صعبة؛ كان والده أنانياً، متحجر القلب، بينما أمه لا حول لها ولا قوة.
سيدتي..!
استفقت من ذكرياتي فجأة، لأجد أحد العاملين بالمجمع يقف أمامي وهو يشير إلى عربتي المملوءة: 
ـ  عفواً.. هل تريدين المساعدة؟
هززت رأسي نفياً: 
- لا.. شكراً لك.
دفعت عربتي وكأنني أسير بلا هدف، وعاد شريط الذكريات ينساب إلى ذهني من جديد.
 تعالى صوت إحدى المعلمات وهي تخاطبني بغضب: 
- لقد سئمت منه ومن تصرفاته. إنه يلعب طوال الحصة، ولا ينتبه للدرس! أرجو -يا أستاذة- أن تتخذي الإجراء اللازم معه. لم أعد أحتمله!
لقد كانت شكاوى المعلمات تجاهه عديدة. لم يحصل (زهير) على الاهتمام من أحد أفراد أسرته، سوى أمه فقط، والتي كانت تضطر إلى أن تخفي عن والده العديد من الشكاوى تجاهه، خوفاً من أن يعاقب بالضرب. 
كنت أدرك جيداً بأنه مجرد طفل، يحتاج إلى الرعاية والاحتواء، ولكنه لم يجدها من أبيه. لأنه كان مشغولا بنفسه، ففي كل فترة يتزوج ويحضر امرأة جديدة إلى المنزل، يؤمن بكثرة الإنجاب، ولكنهم بالتالي لم يلاقوا منه الرعاية المناسبة والاحتواء.
وقفت أمام المحاسب، ووضعت الأغراض على الشريط المتحرك. أخذ الموظف يضغط على الأزرار بسرعه فائقة. 
تذكرت حينها حواراً دار بيني وبين والدته. كانت أمه قصيرة القامة، ممتلئة نوعاً ما، في بداية العقد الخامس من العمر، على وجهها حفرت تجاعيد عكست شقاء السنين، ولها عينان غائرتان تحملان أسى العالم كله، وصوت هادئ رخيم.
تذكرت حينما حضرت إلى مكتبي يوما مكسورة القلب ومحطمة الفؤاد. كانت ترى التلاميذ يتوافدون إلى مكتب الارشاد الاجتماعي، تتأملهم بشرود، وبعيون متحجرة بالدموع، وما هي إلا لحظات حتى أجهشت بالبكاء.
 تأملتها بشفقة وهي تنتحب بشدة، أخذت تمسح دموعها بكم قميصها، ثم قالت بصوت يتقطع بسكين المرارة: 
- اعذريني يا أستاذة ميساء. 
ربت على كتفها محاولة أن أواسيها:
- لا عليك.
صمتت للحظة، ثم قالت بنفس الصوت المتهدج: 
- من الصعب عليّ أن أنساه. كلما أتيت إلى هنا، ورأيت زملاءه، أتذكره، وأشعر بأنه سيأتي إليّ من مكان ما.
قلت لها محاولة أن أخفف عنها: 
- أم زهير، لله ما أخذ، ولله ما أعطى. احتسبي الأجر من الله سبحانه وتعالى. أدرك تماماً بأن الموقف صعب عليك جدا، ولكن هذا هو قضاء الله وقدره، وأنت إنسانة مؤمنة. 
تفضل يا سيدي..
قطع حبل أفكاري الموظف وهو يشير إلى السيد الذي يقف خلفي، شعرت بالحرج، ثم قلت بخجل:
- عذراً!
دفعت عربتي إلى خارج المجمع التجاري، وأحسست بلفحات الهواء الحار تضرب وجهي. وضعت الأكياس في صندوق السيارة، ثم جلست خلف المقود، وقمت بتشغيل زر المكيف. أخذ الهواء البارد يلاطف وجهي، تنهدت بعمق وأخذت أطوف الشارع، وكأنني أسير بلا هدف.
حدثت نفسي: لقد مر فعلاً على وفاة (زهير) حوالي عشرين عاماً. لو قدر الله بقاءه على قيد الحياة، لكان الآن متزوجاً ولديه أولاد.
تنهدت بعمق وأنا أقود السيارة بشرود. 
 شعرت بالحزن وتذكرت الظروف القاسية التي مر بها. لقد احتويته بكل مشاعري وعواطفي، وحاولت جاهدة بأن أساعده، لكن الله عز وجل اختاره، ربما ليرتاح من عناء الحياة. أو ليجد الراحة الأبدية في الجنة، بعيداً عن أمواج الحياة العاتية وضرباتها.
توقفت سيارتي أمام بوابة العمارة السكنية. نزلت واتجهت إلى صندوق السيارة، حملت الأغراض، ثم أقفلت الباب برفق. دخلت إلى شقتي، ووضعت الأغراض في الثلاجة. لمحت بطاقة صفراء داخل أحد الأكياس، أخرجتها وتأملت العبارة المكتوبة عليها.
 تمتمت بصوت منخفض: 
- قسيمة مشتريات؟!
 وبلا شعور، انساب شريط الذكريات من جديد.
تدفق صوته إلى عقلي فجأة:
- أستاذة ميساء، أريدك أن تعطيني قسيمة الوجبة!
جلست خلف مكتبي، ثم فتحت الدرج. سحبت إحدى تلك القسائم، مددتها إليه وأنا أقول بلطف: 
- تفضل.
التقط القسيمة وخرج من المكان بسرعة، حتى يجد لنفسه مكاناً في الطابور الطويل على باب المقصف المدرسي.
تنفست بعمق، وجلست على أريكة الصالة. غصت فيها، وأنا أغمض عيني.
لقد اعتدت أن أراه كل يوم، فهو من التلاميذ الذين كنت أتابعهم بشكل خاص، نظراً لملاحظات المعلمات عليه؛ من إهمال في الدروس والواجبات، وقيامه ببعض السلوكيات المشاكسة في الفصل، وعدم انتباهه أثناء الشرح. كنت ملمة جيداً بوضعه الأسري، فظروفه حتماً هي التي نسجت منه هذه الشخصية.
مرت أيام صعبة، ذاق فيها الجوع مع إخوته. كانوا ينامون مراراً دون عشاء، وغالباً ما كان يحضر في اليوم التالي إلى مكتبي لكي أصرف له من قسائم وجبات الفطور الخاصة بالتلاميذ المحتاجين. الغريب في الأمر أن والده كان يتأنق ويهتم جداً بمظهره الشخصي، ويستخدم العطور الغالية، إضافة إلى سفره المستمر!
أيعقل هذا؟!
هل بلغت القسوة واللا مبالاة ببعض الآباء إلى هذا الحد؟!
أم أنها عقدة النرجسية؟!
وكأنه (نركسوس) في الأساطير الرومانية، والذي عشق نفسه لدرجة الوله. كان يتأمل نفسه على انعكاس البحيرة وحينما مات نبتت على قبره زهور النرجس. لكن والد (زهير) كان أبعد من أن تنبت وراءه هذه الزهور، بل الأشواك. 
لم يجد (زهير) من يتابعه في أداء فروضه وواجباته. كان تائها في مجرة حب أمه له، وبين جهلها في التعليم. لقد عاشت على أمل كبير كانت تقتات عليه بأنه سيعوضها في يوم ما، وبأنه سيكون سندها، والرجل الذي ستعتمد عليه.
ولكن دوام الحال من المحال؛ فقضاء الله كان أقوى من أي شيء. ربما كان الموت هو النهاية الحتمية لقصته الحزينة.
نهضت من مكاني، وتوجهت بخطوات متثاقلة إلى المطبخ. وضعت الخضار في حوض الغسيل، وأخذت أغسلها بعناية. قمت بتقطيعها لأحضر وجبة الغداء، وبلا شعور تدفق صوت إحدى المعلمات إلى أذني: 
ـ  لا أستطع أن أحتمله في الفصل!
ثم أشارت إليه وهي تخاطبني باستنكار:
- لقد قام برمي القلم على أحد زملائه! وحينما حاسبته على هذا التصرف، خرج من الفصل بلا استئذان، وعلى مرأى من جميع التلاميذ!
رمقته المعلمة بنظرة حادة وهي تقول: 
- أرجو أن تتعلم كيف تحترم معلمتك أولاً قبل دخولك إلى الفصل!
ثم خرجت من حجرة المكتب بسرعة. مرت لحظات ثقيلة من الصمت، كان يقف ببرود في منتصف الغرفة، وكأن الأمر لا يعنيه.
حضرت المعلمة بعد ثوانٍ، وهي بصحبة التلميذ الآخر: 
- لقد أحضرت لك سعيد.. اسأليه كيف تصرف معه في الحصة.
اندفع (سعيد) يتحدث بانفعال: 
- لقد طلب مني أن أعطيه قلماً، فرفضت. فوجئت به يسحب القلم مني بقوة  ويرميه على رأسي.
تفحصت رأسه وقلت له: 
- هل أصبت بأذى؟! هل تريد أن أحولك إلى ممرضة المدرسة؟
هز رأسه نفياً.
جلست خلف مكتبي، وشبكت أصابع يدي أمام وجهي، وأنا أفكر بعمق. رفعت رأسي وأنا أتأمل (زهيراً) بتمعن.
قطعت حبل الصمت قائلة: 
- لماذا تصرفت هكذا يا زهير؟!
رمق زميله (سعيد) بنظرة نارية، ثم أشار إليه قائلاً:
- لقد طلبت منه قلماً، لكنه قام بالتلفظ عليّ بألفاظ بذيئة.
قال (سعيد) بتوتر: 
- لم أكن أقصد.. أنت من أصر على أخذ القلم مني بالقوة!
قاطعتهما:
- أيعقل هذا؟! هل تستحق القصة كل هذا العناء؟ لقد سببتما لنفسيكما مشكلة مع المعلمة، لموضوع بسيط، لا يستحق كل هذا.
نهضت من خلف مكتبي وتوجهت إليهما قائلة: 
- يا ولديّ.. أعلم أنكما تحملان في صدوركما قلوباً أنقى من الذهب، وطيبة لا حدود لها؛ نخوة، ورجولة، وذكاء.
واستطردت:
- لماذا تفسدان صداقتكما بهذه التصرفات؟ أنا متيقنة تماماً بأن قلبيكما لا يشعان إلا بالطهارة والنقاء. فلا تتركا المجال لهاذين القلبين أن يتأذيا بسمات الكراهية والضغينة والعداء.
التفتت إلى (زهير) ونظرت إلى عينيه مباشرة: 
- بني.. أرجو أن تهتم بدروسك جيدا، وألا تسبب الأذى لزملائك. يتحتم عليك بأن تكسب معلماتك، لا أن تقلل من قيمتهن. في يوم ما ستجد نفسك رجلاً مسئولاً عن أسرة، أنت تعرف جيداً قيمتك عند والدتك، لقد ضحت من أجلك الكثير، فلا تخيب أملها فيك.
لانت ملامحه، وبقى صامتاً. وأضفت:
- بني.. لقد أنعم الله علينا بنعمة العقل حتى نستطع أن نميز بين الخير والشر. تعلّم أن تسامح، وألا تمد يدك لإيذاء زملائك وتذكر حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
صمت ولم ينبس ببنت شفة. تأملتهما لوهلة ثم قلت: 
- أرجو أن تتعاملا مع بعضكما البعض في الأيام المقبلة بفطرة المحبة والخير التي زُرِعت في قلوبكم.
تأملتهما بتمعن ثم ابتسمت قائلة: 
- والآن، هل ستتصافحان أم لا؟
رمق كل واحد منهما الآخر بنظرة جانبية، مد (زهير) يده بتردد إلى زميله: 
- أنا.. أنا آسف.
صافحه (سعيد) وهو يقول: 
- وأنا أيضاً.
ابتسمت وأنا أقول: 
- أحسنتما.. بارك الله فيكما.
انقطع شريط ذكرياتي مع صوت جرس الباب، فتحته وإذا برجل يسلمني فاتورة الكهرباء. عدت إلى المطبخ، ووضعت القليل من الطعام في طبقي، وأخذت أمضغه ببطء.
ارتشفت رشفة من الماء البارد، وتساءلت في أعماقي: ما الذي جعله يقود دراجته ليعبر الشارع السريع في تلك الليلة الباردة؟ 
هل كان يهرب من نفسه؟ 
أم من قسوة أبيه؟ 
أم من ظروفه الأسرية؟ 
أم من المسئوليات التي كانت ستقع على كاهله مستقبلاً؟؟ 
تذكرت بأنني قضيت مراهقتي في قراءة القصص والروايات. لم أتوقع يوماً بأنني سأعيش واقعا يجسد مثل هذه القصص المؤلمة،  قصصاً محزنة، لم تكن أبدا كالتي كنت أقرأها في صباي. 
سأكتب قصص طلابي في يوم ما، أحزانهم ومعاناتهم، سأعبر عنهم كأفراد من مجتمعي المدرسي الذي عشت في ربوعه لمدة ثلاثين عاما، تماماً كما كتب الكاتب الفرنسي فيكتور هوجو عن معاناة المجتمع الفرنسي، بعد سقوط نابليون بونابرت في روايته الأخاذة (البؤساء) آنذاك في القرن التاسع عشر.
ربما كانت كل هذه الظروف التي مر بها (زهير) هي حصيلة البيئة الخصبة التي أنتجت لديه السلوكيات الخاطئة، وكأنه يحمل شحنات غضب العالم بأسره، فيقوم بتفريغها تجاه نفسه وزملائه ومعلماته. 
بعد وفاته بيوم واحد، توجهت إلى بوابة المدرسة، رأيت والدته تجلس على المقعد، والدموع تنساب من عينيها بصمت، تتأمل بشرود توافد التلاميذ القادمين من منازلهم، وهم يجرون حقائبهم المدرسية.
أيعقل أنها كانت تنتظره؟!
كانت ملامح الأم ترسم التعاسة بعينها، بدت الخطوط المنحوتة على وجهها وكأنها شوارع وطرق متعرجة، تتوه روحها فيها، تشعر بالضياع والألم، لا تجد منفذا للهروب من واقعها المؤسف، أو أن تجد مرفأ ترسو إليه.
اقتربت منها وجلست بقربها وأنا أتأملها بصمت. شعرت للحظة وكأنَّ عقلها يصول ويجول في عالم آخر، عالم وحيدها (زهير)، وردة القلب وزهرة الفؤاد، وكأنه العالم بأسره، بألوانه وجماله وعذاباته.
تأملت عينيها التائهتين، ووضعت كفي على كفها بصمت، فأبلغ كلام في هذه اللحظة هو الصمت. اغرورقت عيناها بالدموع وسالت بغزارة.
تمتمت بشرود: 
- إبني.. سيأتي!
مرت دقائق ثقيلة، ارتفع صوتها قليلاً وهي تقول بصوت باكٍ: 
- سيأتي حتماً!
ضغطت على يد الأم مواسية، ثم قلت بصوت منخفض: 
- أم زهير.. هيا يا عزيزتي، دعيني أذهب بك إلى البيت، لابد أنهم قلقون عليك.
انسابت دموع الأم على خدها بصمت.
أمسكت كف الأم برفق، وأنا أساعدها على النهوض: 
- هيا يا عزيزتي.
نهضت الأم، وأخذت تسير إلى جواري ببطء، تجر قدميها جراً، متجهة معي إلى السيارة. كان صدرها يعلو ويهبط بأنفاس متقطعة، وبمرارة لا متناهية.
أجلستها بالمقعد الأمامي، وجلست خلف مقود السيارة، ثم أدرت المحرك متوجهة معها نحو منزلها. وما هي إلا دقائق حتى توقفت السيارة أمام البيت.
 ترجلت من السيارة، وأمسكت يدها برفق، لأساعدها على صعود السلم. كان قديماً، يشكو من تصدع السنين. دخلنا إلى المكان، إلى منزل صغير، بسيط، وأثاث متهالك. وجدت نساء يجلسن في تلك الغرفة الصغيرة، وما أن رأينها حتى هرعن إليها بلهفة.
 هتفت إحداهن: 
- أين كنت يا أم زهير؟ لقد قلقنا عليك كثيراً!
جلست على إحدى الأرائك القديمة، وقدمت إحداهن لها كوباً من الماء.
أشاحت بوجهها وهي تبكي بحرقة، ثم تعالى صوتها بشكل يتقطع له القلب.
 ربت على كتفها محاولة في أن أواسيها: 
- أم زهير، ابنك يرتاح الآن في عالم آخر، اختاره له الله، ليجد السكينة والاطمئنان. تأكدي من ذلك.
ثم حملت حقيبتي الصغيرة قائلة: 
- أستأذنك.. أرجوك، اعتني بنفسك جيداً.
استفقت من أفكاري بغتة، واتجهت إلى شرفة شقتي. شاهدت الناس يصولون ويجولون، الشوارع مزدحمة، السيارات تعبر الطريق بسرعة فائقة، الأطفال يركضون في الحي بأرجلهم الحافية المتسخة بالطين، يضربون الكرة هنا وهناك، أستمع لضحكاتهم الطفولية، فهم الآن في أسعد اللحظات. 
من الشرفة شممت رائحة الطبخ، لابد أنها تصدر من الشقة المجاورة، تقترب طيور الحمام لتبحث عن طعام أو ماء. وضعت القليل منها، لأجد الحمام تقترب منها، ثم تتناولها بنهم. 
من الشقة الأخرى، سمعت جارتي (سعاد) تصرخ من آلام المخاض.
تيقنت بأنه في زمان ومكان ما..
 سيجد (زهير) العالم الذي سيرتاح فيه..
عالماً لا يجد فيه ضعفه في أن يحمي أمه..
  ولا يجد فيه قسوة أبيه وأنانيته..
يجد فيه الراحة والاطمئنان والسكينة..
لأن رحمة ربه أوسع وأكبر من أي شيء.. 
ومن شقة جارتي (سعاد)، سمعت إحدى النسوة تصيح بفرح: 
- الحمد لله.. ولد!

نسرين ‏بدر ‏تكتب ‏أنا ‏لست ‏صمتا

أنا لستُ صمتاً
*********** الطويل
أنا لسـتُ صَـمـتـاً إنَّـنـي فـيـكَ آمـلٌ
فـصـمـتي بـروحـي غـائـرٌ لايُجـادلُ

فأمْـطَـرتَـني ديـمـاً عـلـيـه تلـومُـنـي
وأُصْــمِـتُ خَـيـلاتي فـلَـومُـكَ قـاتـلُ

رأتكَ عـيـوني قـدْ لُصقْـتَ بِطـرفِـهـا
وضعتُكَ رمشي صرتَ أنتَ المشاغلُ

فـأيُّ شُــمـوسٍ أنتَ حـقَّـاً سَـكـنتَها؟
لمـسْـتَ ضِـيـا بدري ودوحـكَ طـائلُ

وأُشْــهــدُ ربِّـي أنَّـنـي فِـيـكَ صــادقٌ
تـلــوتُــكَ ذِكْـــراً إنَّ ذِكــري فَـضَـائـلُ

فأنـتَ بفـجــرٍ قـدْ عـلتْ فـيـهِ أنجـمٌ
وأبْلـغــتَـنـي أنَّ الــفِـــراقَ جَـحَــافـلُ

و أيقَـظْـتَـني لحـظَ الشـروقِ كمـغـرمٍ
كأنَّـكَ صــبــحٌ أمْـسَــكَــتْـهُ الأنـامــلُ

فـتُـهــتُ بهـا تيـهـاً وتاهـتْ مَـظالـمي
ومَـظلَـمـتـي صــمــتٌ لـديـهِ عــواذلُ

وقد تاهـت الأجـفـانُ أخفتْ سَـرائري
تـرى العـيـنُ مـنــها ماتـراهُ الشَـواغـلُ

إلــيـكَ سَــيــهــديكَ الـفــؤادُ بِـسِـــرِّهِ
فــأنـتَ حِـكـاياتـي أيـا مَــنْ تُـجــادلُ

فيـالـيـتَ شِــعــري قـدْ ينــالُ مُــرادَهُ
لـيُـهــدى لـنـا سَــطــرٌ وفـيـه رَســائـلُ

سـأهديكَ ماتبـغي وذاالـقـلـبُ شَـاهدٌ
قـصـائـدُ عِــشـقٍ مـاروتـهـا الـعــنـادلُ

الشاعرة/ نسرين بدر

سعد ‏المالكي ‏يكتب ‏فاتنتي

فاتنتي ،،،،،،،،،،،،

جنني عشقك فاتنتي
فاليوم أبوح باسراري

بجمال  البدر   كانك
وعفة    نساء الاحرارِ

بثياب الشوق  رأيتكِ
وغدا حولكِ  اسواري

فاختاري او لاتختاري
حبك كفرا واستغفارِ

أختاري الحب اولا حب
ياشيبآ خضب   وقاري

جمال الليل  وسكونه
تطوف حولك    اقطارِي

فأنت    الوطن  و الأمن 
وشموخك حكم ساري

قد أصبت بوعكة حب
يادائي  وجرعة  عقاري

قرأت الحب المكنون
وسامرت النوارس بسماري

وطوافي حولك أعوام
يامنية روحي ومزاري

أني   خيرتك    فاختاري
اختاري الحب اولاتختاري

بقلمي سعدالمالكي
العراق البصرة

سيف ‏الدين ‏رشاد ‏البكري ‏يكتب ‏أنعي ‏نفسي

أنعي نفسي
أنعي القلب الحزين
أنعي العرب والمسلمين
أنعي نفسي
والهزيمة في درب المساكين
أنعي قومي
كانت هاماتهم في الأقدمين
قمم في دروب السالكين
ليسوا بهالكين
أنعي اليوم نفسي قبلكم
فقدنا كل شيء ثمين
قدس وأقصي
دمشق حطين
بغداد واليمن السعيد
ودروب المجاهدين
لقد تمكن ذو العاهات منا
من رسولنا الأمين
أنعي إليكم
قلمي المزركش
وكتابي المجلد
بجلد مقلد
غير صالح بل جلد معقد
قلبي وقلمي ما عاد ليولد
كلاما ليدفع في كل موقع
عن سيد المرسلين
بل نحن أصبنا
بنار الحاقدين
لأني مهادن
أو لأني جبان
في كل المواقف
خرجت عن نطاق المجدين
أأنا من العابثين؟
سيداتي سادتي
أنعي إليكم نفسي الحزين
الفعل ماض من زمن
المستضعفين
تطاولهم علي الأمين
هل للضمير أمل؟
الفعل مضارع يرمونه
بعجيب الكلام والفعل متصل
الفعل أمر من أناس
الاسلام عدوهم
من سالف الأجل
الضمير هاء مستهل
لا مستقر
يقذفون نجم ساطع
في الأفق
هادي لكل خير
ونحن نيام لا نفيق
من غيبوبة الخوف المستعر
بقلمي
سيف الدين رشاد
31/10/2020

آمنة ‏ناجي ‏الموشكي ‏تكتب ‏أنا ‏اليمن

أنا اليمن

يامن بعرضي قد نهشت عظامي
وأنا اليمن بلد المقام السامي

ما كنتَ إلا ناقماً متوحشاً
واليوم تسمع صرختي وكلامي

أنا سيد الأوطان والرمز الذي
لاينحني لحثالة الأقزامِ

العابثين أدوسهم وأبيدهم 
حتى يعودوا صاغرين أمامي

متوسلين لنيل أرقام الولاء
مستعطفين مهابتي ونظامي

أنا وحدي المذكور في الذكر الذي
جاء بالهدى يامن جهلت مقامي

عرضي وأرضي في تواريخ الدنا
تاريخها معصوم من الآثامِ

فانظر إلى دنياك واسمع صوتها
صارخ من الأوساخ والإجرامِ

وأنينها يستنجد الأم التي
ضربت على أذانها الأسقامِ

حتى غدت صماء لاتسمع لكم
ذاك الأنين وصوتنا إلهامِ

مهما تجرعنا أذاكم إننا 
أهل التقى ومنارة الإسلامِ

كفوا أذاكم عننا يامن بكم
ضاق الفضاء وتجهمت آلامي

إني نصحت لمن لهم في ديننا
بابٌ ونصحي لا يفيد حرامي

شاعرة الوطن آمنة ناجي الموشكي
عضو الاتحاد الدولي للادباء والشعراء العرب
من اليمن 
30.       10.       2020م

أشرف ‏الفضالي ‏يكتب ‏غريب ‏في ‏الليل

💖 غريب في الليل 💖
للشاعر / أشرف الفضالي 
**********************
تمنيت   لو   أن    قلبا    شجاني
وعانق    قلبي     بإسم     الهوى
وقال   :    لأنك    أنت    حياتي
طويت    إليك    دروب    النوى
وفي    مقلتي    دموع     اللقاء
وفي   راحتي   حنين    الجوى
وحبي   إليك    يفور    اشتياقا
على  لهب  القرب  حتى اكتوى
فأغمره   ،    ظامئا   ،    بالعناق 
وألثمه  ،     مغرما   ،    مكتوى 
وأمضي  به  في  زحام  الحياة 
أشق   الصخور   إلى  المستوى 
       ***************
وعشت   الحياة   بقاع  الحياه 
غريب     يحن    إلى   مشتهاه 
يرى الورد  في بسمات العذارى
يراه   ولا  يرتوي   من    شذاه 
ويشهد   في  خطرات   العيون
غراما      تحن     له      مقلتاه
ويرنو  إلى  الناس  قلبا  حزينا
يدوي    بليل    الحيارى    بكاه 
ويسحب   فوق   أساه    رداءا
وما  عرف  الدفء  يوما   أساه 
غريب  طوت  روحه   الأمنيات 
وضاعت بجوف الليالي سماه !
**************************
أشرف الفضالي شاعر وصحفي / مصر

لحسن ‏الرجبي ‏يكتب ‏فلا ‏تلوميني

فلا تلوميني 2

فلا تلوميني ولا تلومي عهدك وعهدي 
فاق الجهد جهدك وجهدي
فلا تكسري خاطر سلطان منكسر منهك
بالجبهات لم يبالي 
فعودي محرابي وتعويدي تعودي
وعن عقيدة عشقي فلا تتردي ولا ترتدي
مارسي طقوس معبدي
مدي مدك في مدي
وارتوي وتمددي في حوضي
فلا تقمحي فاهي  وشفاهي  ولمحي 
ولا تردي وتصدي ودي
فرعم الولاء وطاعة الحواشي 
فاني بهم غير بادي
ادرفت دمعي ودمع السلطان ليس
كدمع العوام والعوادي
جفت عيوني فلا تجفي مدادي
فتوددي ولا تعرضي عن عن ودي وعرضي 
فلا تقسي عل سلطان العشق
منهك  بصمودي واعراضي 
فلاتعرضي عن وجهي 
 ولمعصميا شدي واقتدي
وعلى اوثار نبضي ارقصي واشدي
وتمايلي بتضاريسك الملاح
 على نوطات نبضي 
اركبي صهوة  جوادي
 وفي الهيام كوني ندي و عقدي
اعتكفي محرابي فانت شرفي وعرضي
اسرد لك شعري وسردي
 اغدو وردك وتغدي وردي

لحسن الرجبي

سعد ‏المالكي ‏يكتب ‏أنت ‏الحبيب

انت الحبيب،،،،،، 

أنت الحبيب فوق الشوق قد رفعا
بباب القلب وسط  الثغر إذ وضعا

وأنت الحبيب قد غاب عن مهجتي
وأنت نقطة الباء فيك الحرف جمعا

وأنت والعشق عمرآ  عطرك  بثقا
قد تعالى عبيرك الكون للكل فزعا

صون بهرج للجيد  جمل صدرك
حسنك للجمال قبل  الأنام شرعا

وبدرك في شهر الصيام عز رؤيته
ففي جداك الناس تفزع ذل قنعا

 منصل  أبقاه در   الفؤاد في  غمده
من مكر الهيام شجون للقلب قلعا

يا ضأضأ مجدا  غد للعشاق  غدا
فز  منك  الطوائف والوحي ارتفعا

فيك صدع الصدر اوصالهُ  درعت
وقطعت أوصال كياني للحب قطعا

بقلمي سعدالمالكي
العراق البصرة

لا تخبري احدا // عمر حبية

لا تخبري أحداً أن غرامك مستحيل
وأن النسمات تخاطب الهمس ومستبعد غرامك
         ........المستحيل...  
صدقيني أن الأحلام سيرتها الغرام الدفين
لا الخوف أن أصاب رجفات من القلب ودمعك العزيز
متعبة أنت من الأشواق و الحزن فيك يوحد العيون
اعترفي أن النبض والخفقان هيامها الفقيد
ستبقين في عتاب الليل  تجادلين العشيق
غرامك سراديب حكايتها القمر و أمنياتك أكاذيب..
أراك كأنك القدر و يربطني  بك المستحيل
غرامك يجمعني بك في السطور و شكوى الصامتين ....
غرامك المستحيل...
عمر حبية... بوحات أمل....Omar Hebbieh..

الجمعة، 30 أكتوبر 2020

ادال ‏قينزح ‏تكتب ‏فنجاني

فنجاني 
جف من البن 
ما عادت ريحة الهال 
تعبق بالأنفاس 
القلب يتوق لرشفة 
من خمر معتق 
من رائحة الغياب 
أيا دهر  قسوت 
ما أمر قسوتك 
 حنظل منك سقيتنا 
أبعدتنا... فرقتنا 
شتت شملنا 
متى تكف و تلين 
ترحم ما في الصدور 
من لوعات وأنين 
ريحة الغياب أشتاقها 
عطش في الفؤاد 
ظمأ  القلب 
في الصدر اختناق 
والروح لنفحة تحتاج 
لنسمة هواء 
ترد لها الحياة 
أيا غيمة مرت 
بأرض الأحباب 
كوني لهم غيثاً
كوني لهم ارتواء 
يا طيور النورس 
بلغيهم أن النوى
أشقى الفؤاد 
نزف دماً من قسوة البعاد 
بلغيهم سلامي والأشواق 
أخبريهم
 لا بد الزمان يحن و يجمع الغيّاب 
نعود كما كنا ويصفو الزمان  
بقلمي 
ادال قنيزح

أبو ‏فراس ‏المياحى ‏يبدع ‏و ‏يكتب ‏

عندما ياتي المساء والقلب يتحير

 وتبدوا  النجوم  في الافق  تظهر

وانا   في   هواك    ابقى   متحير

اسالوا الدجى اذاليل نطوى مغتر

وسلب    الفؤاد    الحب    واتأثر

 العشق  يلوذ   في  هواك    معبر

يشكو    اليك    الشوق    والسهر

واصابه   حمى   فراق    وأستاثر

نادى   من   الغيب   تظلما   وأسر

طيفه   بعدما  بان خيال وستكثر

ان  ينصفه  في   الغرام   ولا يتاثر

 تعالى واسي هواك  مساء  العصر

ياحبيبي لك الغرام ماشئت واصبر

يسعد يومي فيك ونجواي  مستبشر
 ابو فراس المياحي

مليكة ‏بن ‏قالة ‏تكتب ‏نقطة ‏على ‏السطر

___نقطة على السطر__'

قدر كالنار توقدَ من الشرر

أكان إنزلاقٌ في الحب أم حذر

كلمات مرصصة على السطر

وحروف لها قداسةٌ ونور

 أكان ما كان محفوظ بلوح القدر 

أنا إمرأة لعزيمتها سبعة أرواح

كلما خذلها أحدهم عزمت على الإنتصار

أكان عشقُك شوكُ زهرٍ عقيم لا ينجب قطر

فويحك من عشقٍ  يسقط كورق الشجر

ولا يظهر  يُلف بالكفن ليلقى به في القبر

تمايلت الروح من نثر  دموع     الضجر

صوت العشق لحنٌ كناي  يدوي بالسَحر

كهدير الموج و سنفونية   البحَار

الحب هُيامٌ  يُتيم الروح فتنسجُ أشعار

عانقني و لا ترمي بي للحرمان  والخطر

صرخة استنجاد قلب معذب قلَّبه الدهر

            مليكة بن قالة 🖋🇩🇿

عودة ‏الحجامى ‏يكتب ‏ليتك ‏وتر ‏من ‏أوتار

ليتك وتر من اوتار
قلبي ...
لاعزفك سمفونية
اذا انتصف ليلي 
وتجمعت النحوم 
على اطراف القمر 
تتراقص لك حب 
وود ...
ابحث عنك في 
اطراف الليل ، 
عودتني ان اراك 
لم تجد قلب مثل 
قلبي يحبك  ...
يصدع لك الود 
ليتك تاخذ كل 
شيء تحبه  ...
ليطمئن قلبي 
عليك ...
فلا تغادرني ...
فاين مواثيق الهوى
والذكريات ....
واين الاحلام ، و
الامنيات ....
اذا ادبر الزمان 
عنك يوما ...
تجدني اقبل 
عليك ، صديق 
وفيٌٌ حميم ...
امسح عنك غبار
الزمن ...
واجدد العهد بالوفا
 ان طاب لك ان 
تتخلى عني ، 
ابقى  من بعيد 
اترقبك ...
اترك مسافة بينِ
وبينك ...
ليس ببعيد ولا
قريب ...
اراك كل يوم في
ذاكرتي ، واكتب 
لك خواطري ...
واترجم لك مشاعري 
عسى ان يوقظك
الود والحنين ...
لساعات مضت 
عبرت الى شاطيء
الاحلام ...
                          الاستاذ عوده الحجامي
                           2020 ..................

عبد ‏القادر ‏زرنيخ ‏يكتب ‏سأنتظر ‏حبك

سأنتظر حبك...في أدب وفلسفة
الأديب عبد القادر زرنيخ
.
.
.
(نص أدبي).....(فئة النثر)
.
.
.

يا سيدتي

   سأنتظر حبك بنرجسيتي المتواضعة

             بكل جوارحي الممانعة

سأنتظر هواك رغم العاصفة

          سأحبك مع هطول المطر

                 مع جمرات الحروف إذ الشوق يزملني

ياسيدتي

سأنتظر حبك بقيثارتي المجنونة

         بكل أوتاري المتعبة

سأحبك مع كل فصل يحاكيني بأيامه المثقلة

        يافلسفة الهوى

بعينيك نثرت منطقي وخلدي

فأنا الفارس

         وأنت المتعبة

أنا المقدام

     وأنت العاشقة

قفي على قصائدي كحورية محنطة

يا سيدتي المقنعة

    حبك هواية بأقلامي المفندة

         أعلنت هواك كرسالة أمام الشمس ووردتها

سأنتظر حبك بمرآتي العاجية

         كي أراك امرأة لاتشبه النساء بعصر الأبجدية

                 كي أقرأ قصيدتي تحت الأشواق المرصعة

أيتها العاجية بحروفك المربعة

    قفي أمامي كمنبر يبحث القراءة المجمعة

      سأنتظر حبك

سأنتظر حبك بكل عبراتي الممزقة

     أتلو أمامك قصائد الهوى

      لعلي أبحر بعينيك بشراع لا يعي الشواطئ المضرجة

سأنتظر حبك بميلاد الأحلام المتكسرة

     لعلي ألملم ذكرياتي

               وشتات آمالي

تحت الشمس وراء البحيرة 

     رسمتك والانتظار بعينيك حديقة وأبجدية

أنا يا سيدتي

    قد رسمت بعينيك ألف قصيدة

               قد تلوت بعينيك ألف رواية

سأنتظر حبك بأبجديتي المخبأة

      وراء الجدران إذ الأخيلة تعانقها

                هده الذات ثكلى بعينيك فأين بوصلة الحديقة

تاهت الورود بعينيك أم انتظاري

            تاهت الأحلام بورودك أم بأقلامي

سأنتظر حبك رغم سكون الليل وفجره المتواضع

       رغم الكبرياء ونداء الأرواح المتعبة
.
.
.
توقيع....الأديب عبد القادر زرنيخ

وفاء ‏العهد ‏تجوب ‏بحار ‏الشوق

اعشق فيك...
 كل جروحي...
 هائمة في فراغ روحي...
  هاوية في فجواتي...
  هذياني...
  وخيالاتي...
 هي...
  اعطت واعطت...
 وهو..
 اخذ واخذ واخذ...
  ثم ذهب وقطع بلا امل. ..
 وتتذكر...
  عينيه وطيفه..
 واشياء في قلبها تمزقها...
  ووقفة ومرايا...
  وشحوب...
  وتشيخ الملامح...
 وانتظار...
  سنوات طوال...
  وذاك الشيب...
  واللقاء المحال...
 وتتذكره...
  واحاديث الهوى....
والحب...
  وبعثرة المشاعر...
  واشياء في روحها  ....
    تحرقها...
 وتلك الهمسات...
  والعناق والقبل...
  وتتذكر....
 وتزداد المسافات بعدا....
   تباطأت خطواتها...
      تتعثر  هائمه...
 وتما ديت يازمن....
وهذيان...
   وخيال...
 واعشقك...
   واعشق كل جروحك....
    
                                                  WafaaAlahd
               وفاء العهد

فكرية ‏بن ‏عيسى ‏تجوب ‏بحار ‏الصمت

بعد الرحيل
 يختنق الشوق
 ويصلب الحنين
ويأبن  الوداع
  بدموع الذكريات
بعد الرحيل
يحتل الندم
 اركان الزمن
على عمر هدر
ويفترش الصمت الفراغ
بعد الرحيل
يسدل الستار
على مسرح الأمانى
وتغلق ابواب الرجاء
يسقط الامل 
فى معركة الحياة
ويمنح شهادة الوفاة
فكريه بن عيسى

آلاء ‏الزعبي ‏تكتب ‏قلي ‏بربك ‏من ‏تكون ‏أحقا ‏إنسان؟؟

*قلي بربك من تكون أحقاً إنسان..؟؟*
**************************

من أنت يا قدراً مكتوبٌ بفُنجَاني
رَتبتهُ ذراتُ القهوة
ورسمت خُطوطهُ
ريشةُ الأقدار وحبرُ الرغوة
من أين جئت
يا من تُشعل اللبَّ شُرود
نجم معلقٌ في سماء الوجدانْ
وشمٌ محفورٌ في ثنايا القلب
مزروعٌ في كل مكان
زنبقاً يعرمش في السّاحاتْ
على الرّصيف
في مَمَشى دروبي
تحتَ الشّجرِ
وردةٌ في كل بستانْ
بدراً درياً تَترصّعُ في ثوب سماءي
وتغار منكَ جميعُ النجماتْ
يا حرفاً يَسلبُ ذاكرتي
أَقرأه في كل السُّطور
مكتوبٌ في كلِّ الحكايات
يا من بيديه نُفِختْ روحي
منهُ البداياتْ
وإليه النهاياتْ
أراكَ طيفاً يُلاحقني
في عيونِ الناسِ
في قلوبِ الهائمين
بين السّراديبِ والأزِقاتْ
أشمُّ عِطركَ
في عَبيرِ النسّائم
في حَباتِ المطرْ
في عِطرِ الهالِ
في وردِ الطُرقَات 
أسمعُ أنغامَ صوتَك 
في رنّةِ الخَلاخِيلِ
في ضِحكةِ الأطفالِ
في تغريدةِ العَندليبْ 
في عزفِِ الأمطارِ
في أنّةِ الناياتْ
أنت جِنيٌ يَلبَسُني مِعطفاً
في كلِّ الفصولِ
في البردِ والزّمهريرِ
في الحرِّ والأَعاصيرِ
في كلِّ الحالاتْ
فيا أَنتَ قلي بِربكَ من تكون
أَحقاً إِنسانْ...؟؟؟!!
**************************
بقلمي: الشاعرة آلاء قاسم الزعبي

السهلي ‏ابراهيم ‏يكتب ‏فصل ‏تساقط ‏الأقنعة

فصل تساقط الأقنعة

                                        قلم الأستاذ : السهلي ابراهيم

أيتها الذاكرة المرصعة
بالأقنعة
شمس الحقيقة
بزغ نورها
تنفس الصبح
وغدا مشرقا
مع أولى خيوط الشمس
التي تسلل نورها 
نحو الذاكرة
يضيء كل السراديب 
المظلمة
واحدة واحدة
فتسقط كل الأقنعة
عن كل الشخوص التي
استوطنت ذاتي يوما
دون استئذان 
** 
عذرا أيتها الذاكرة
وراء كل قناع شبحا
قبيح المظهر
قريب في جوهره 
إلى حشرة مقززة المنظر
** 
عذرا أيتها الذاكرة
لم يكن لي مع تلك الأقنعة
لقاء وموعد 
لست أدري كيف
ولكني وجدتهم يقبعون
في السفح كشخوص
استوطنت أناي 
وأضحت
تغريني بسحر الكلام
**
عذرا أيتها الذاكرة 
اليوم تحممت بنور الشمس
ولففت ذاتي
بوشاح الحقيقة
فسقطت كل الأقنعة
الهجينة 
عن كل الشخوص
التي كتبت اسمها
خلف القناع
 بالحبر الجاف
ورقائق الرصاص
**
خارت قوة الذاكرة
من التيه 
وعنفوان الهذيان
تمزق الحلم
وخفت بريق الحياة
لم يعد البوح ينتظم
ولا الكلمات منسجمة
**
اليوم فصل الفراق 
 فصل النسيان
الذي تتساقط فيه
كل الأوراق
كما تتساقط فيه
كل الأقنعة
وشخوص الخريف
تسحلها الرياح
نحو زاوية النسيان 
لتغدو الحياة 
مطلع فصل جديد 
جِنان ورد وحقل فسيفساء

نيفار ‏أحمد ‏عبد ‏الرحمن ‏تبدع ‏في ‏مدح ‏الحبيب ‏محمد ‏صلى ‏الله ‏عليه ‏وسلم ‏

قصيدة/الفجـــــــــر لاحَ بالامـل
بقلمى/نيفـــار أحمد عبد الرحمن
🌷🌹🌷🌹🌷🌹🌷🌹🌷

بــأي عطــر تــــــزينت تلك الحياة
فهناكَ شمسٌ قد أتت دون إختفاء

الفجــر لاح وقـــــــــد أهلآ بالأمل
يحمل بشائر مــــن ركاب الأوفياء

هـــذا الحبيب مُحمدا هـآ قـد أتي
اخـــــلاق مـــــن خُلـق الحيــــــاء

انـــــــــوار مـــــن نهـــــج الهُـــدي
يصحبهـــــــــا تـوفيـق السمـــــــاء

نفحـــــــــات مـــــــــن ربٍّ هـــدي
قلوب أرهقهـــــــــا البغــــــــــــــاء

جـــاء الحبيب مُحمدا
سراج حــقٍ قــد اضاء

تلك النفــوس المُظلمة
وازاح م القلب الغشـاء

ارسله ربّــي بالهُــــدي
رحمــات هلّت بالوفاء

يـا عــاشقينَ مُحمـــدٍ
بقلوب تعتزم الفـــداء

للكون جــــــاء مُحمَّد
أمير ركب الأنبيــــــاء

بقلمى/نيفار أحمد عبد الرحمن 
ملكيّة فكريـــة مسجلة بإسمي 
حقوق النشر محفوظـة بإسمي 
رقم الإيـداع/35412/2020

عبد ‏الكريم ‏العطواني ‏الزيرجاوي ‏يلقن ‏أعداء ‏الإسلام ‏درسا ‏قاسيا ‏حبا ‏و ‏تقديسا ‏لشخص ‏النبوة ‏عليه ‏أفضل ‏الصلاة ‏و ‏السلام

إلا رسول الله
*********** ردا على كلب فرنسا

أيها الخنزير تبا ماتقول
... تطلق الأوصاف في أعظم رسول
أنما الأسلام ياأبن الزنا
......... . هو دين الله واحد ياجهول
إنكم اشتات خلق عندنا
......... هذا أبا الزهراء أيضا والبتول
سوف يسقط عرشكم أبن الحرام
.......... . وعلى عقبيك حتما ستبول
خير خلق الله تشتم ياترى
......... هل نسيت بأنه فحل الفحول
خصمك الله ومن أمن به
.......... أي أصل أنت يانذل الأصول
ديننا دين التسامح والوفاء
......... ليس دين العهر أو فيه ميول
قد خسئت اليوم قولا يازنيم
...... ... قد عرفنا انكم من ذا الذيول
بول كلب قد يشرف بعظكم
.......... .. فعلكم والله والقول مهول
أين حكام السلام ألم ترى
......... أين أصحاب المكارم والعقول
ابن كلب يشتم الان محمد
......... يشتم الإسلام والعالم خجول
كن يهوديا فلا شأنا لنا 
......... .. نحن عربا كلما مرت فصول
غضب الله سيأتيك غدا
.......... ..... يوم يأتيك غبارا وسيول
ثم نارا تأكل الأخضر فيكم
.......... وإذا نادى المنادي من يحول
أنت ياأبن الخنا من تدعي
............... . حتى لسانك كي يطول
ذرة من ترب نعله شرفتكم
...... .... ثم تأتي انت ياروث الخيول
لتسب المصطفى دون حياء
.......... . وبهذا سوف نقرعها الطبول
فتبوء مقعدا وسط جهنم
........ .... سترى ماحكم من الرسول
كرم الله الحبيب المفتدى
........... . وإذا رمت نجاحا لن تنبول
لن تنال البر ياإبن الحمار
....... يوم تحشر في جهنم مثل غول

@ الزيرجاوي @
**************

إيمان ‏سعيد ‏تسافر ‏بنا ‏مرة ‏أخرى ‏لنجوب ‏بحار ‏الحب

هل تعلم ياحبيبي كم أحبك
ذاب الجسد واندمجت الروح بروحك
أصبحت شبيهك 
بل أصبحت انت بهدوئك 
برقتك بجمالك بحنانك 
حين أحببتك
أسكنتك وجداني
وهبتك روحي
ملكتك فؤادي
و كانت نتيجة حبي 
اندماج لشخصين
إخلاص قلبين
نفس الاحساس لروحين 
حين انظر لمرآتي 
لا أرى سواك فأنت صورتي
روحي حتي تفكيري
تتألم لألمي 
تبكي لحزني 
تفرح في فرحي 
فهنيئا لي
بحبك
         💖 إيمان سعيد 💖

عقيل ‏الماهود ‏يكتب ‏سيدة ‏الربيع

سيدة الربيع 
قَدِمَ الوردٕ اليـــــــــكِ 
             قاصداً فيكِ سُؤالــــه 

أتُرى خَلقــــــكِ قَبّـلاً
             أمْ شَذاهُ وجَمـــــــاله 

أتُرى حُسنـــــكِ أصلٌ
             مِنهُ تَنسابُ السُـــلاله 

كُلُّ لونٍ حَـــــارَ فيكِ
             عِندَكِ يَلقى خِصــاله 

وعَبيرُ الزّهرِ يَسمــو
            عِطـرُكِ سِرُّ دَلالَـــــه 

ونَسيمُ الصُبحِ عَرّبد
          سَكِراً يَشكو الثّمــالَه

أيّ وَصفٍ يَحتويــكِ 
         أيّ شِعـرٍ أو مَقـــــالَه 

وحُروفُ الضّادِ خَجلى 
       لم يُصِب حَرفٌ مَنــاله

حَـــــارتْ الأقلامُ فيكِ 
       وَصفُكِ صارَ استِـحاله 

كم رَبيـــــعاً في رُباكِ
       قمراً في وَسطِ هــالَه 

ذا جمالُ النيلِ يَروي
       كيفَ أعياهُ إنشِــغالَه 

دجلةٌ عطشى إليــكِ
       نحوكِ شَدّ رِحـــــالَه 

وفراتُ العشقِ يَرجو
      منكِ تحقيقَ العَـدالَه

فجَمالُ الكونِ فيــكِ 
       أتقنَ اللهُ كمـــــــالَه 

*عقيل الماهود*العراق

ساهر ‏الأعظمي ‏يكتب ‏هول ‏... ‏الخدر

هول .....الخدر..... ..بقلم ..د.ساهر الاعظمي

اكتب اليك ايها المغلق  
بخيالات الحظ 
وتتركني امارس شغفي 
مع البلل ليكون
 هذا الشبق 
مبللا بخطايا الاحتراق
علمني كيف اخاطب 
هشاشة. ظلك
فقد ضاع ظلك مني 
واختنق بين الصور 
ليستريح فوق سطح
 مراتي رسما 
...................
يداعب الفكرة مع
 الدخان المتصاعد
 من سيكارتي 
ملعونة تلك القبلة التي
 التقت بشفتيك  
وسرقة القبله
فانا نضجت بسرعة البرق
واضجر عندما تضيع 
قدماي عن الرصيف 
واعقد بناصية الابتهالات
مثل الرضيع حين يلهث
 لينام فلا تجمع حبات
الؤلؤ وتتباهئ كانها 
كرات ثلج لامعه
.................
لعلك تشتهي هذا الجرح 
سيطفو غاسقا  حول هول 
الخدر 
ايها الميت في صدر الضؤء
لازال طيفك يرافقني 
باحلامي 
فلا تسيل مثل الازقة.
مع دماء الثكلاء
.د.ساهر الاعظمي

المختار ‏زهير ‏القططى ‏يجوب ‏عالم ‏الذكريات

ما زالوا يختبؤن                               

لم يبَق مِني سّوى لَحمي
أتعكز عليه إن مَرَ ضَيف عَلي
لم يبق مني سوى الذكرى
إن مَر أحد ، ليلحق ويأخذ مني ذاكرتة 
ويحكيها لمن أحب 
يُبلغه ِ منه تَعلمّتُ
تَجسيد الصورة الحقيقية لِدنياى
هي إضحوكه فيها السطرالمائل
وسواد الخط
الأمل موجود والإبتسام الشفاف موجود
الكون لا غُبار عليه فيه كل شيء
مَنْ منهم إغتال الهوى  أمامي
تَركني  أعد ليالي وحيدا
مَن سَرق أحلامي وتركني في الرجوع الي غرفة الأحزان
أُسجل مع نفسي كلامأ أُعوّض حلمي كلاما فوق كلام
أخاف على قلبي أن يسوء من هذا الكابوس
الجاثم على الحلم
 أين يُعسكر عذابي
ما أسم هذه الدنيا يا أهل الدنيا
فما زلتم تخبئون من ليس له حلم فى الأعالي
مسقط رأسكم أين ، لغتكم أختفت ترقص وحدها
على من أصبح مفلسا في الهوى
ذكرياتي سألقاها بين زحامكم
وسط الليل ورائحتة
هناك قلبي ينتظرني في عتمتة
دون أن يرانا أحد
نكشف عن .. من كان مزيفا
سأري أحزاني في وجوه
تبشرّ بعذاب أليم
--------
المختار / زهيرالقططي

محمود ‏علي ‏أديب ‏يكتب ‏شجرة ‏أوراقها ‏متخاصمة

شجرة أوراقها متخاصمة
____________________
من نحن؟
بشجرة نحن أوراق متخاصمة
كلما هبت ريح
أتت ردة أفعالها مبعثرة
منها من تحرك للشمال
 منها من تحرك للجنوب
ولربما منها من اهتز شوقا إلى الناصرة
الجذع يمتد إلى سبع أرضين
في أصل  الذاكرة
والأغصان ما ملت أوراقها
ولكنها الحيل الماكرة
والغباء  الذاتي اللامتناهي
والفرص المهدرة
ألوانها مدعاة للشفقة
فليست زاهية وليست باهتة
تشبه النفاق الاجتماعي
في جلد الذات وكيل اللوم
في اللحظات الخاسرة
كلما أتاها خريف
تكيد بعضها بعضا 
لئلا تردي كل منهم أختها في الحافرة
وتلعن بعضها بعضا 
وتنقسم غصونها بعلاقات طردية متزايدة
فهذا غصن الإيمان المدعي
وهذا غصن الشجاعة الواهية
وهذا غصن ابن الكافرة
وينقسم الغصن إلي غصنين
والغصين إلى غصينين
وتترى  التقسيمات الفاجرة
كلما أرادت الشجرة أن تتحرك للأمام
هزها فرع بلا وعي
وبلا رحمة ترد على أية خاطرة 
بعض أوراقها
تحارب لأجل خضار ألوانها
لأنها تعلم الحكمة من لون الورق
 أن الأوراق لو تعلم أنها أوراق
لملكت الدنيا ونالت حظها من الآخرة
ولأجل هذه الحكمة الكبرى
فإنها من جميع الأشجار المعادية محاصرة
وفي شجرتها من الأوراق الباهتة محاصرة
ونازفة من الحلق إلى الخاصرة
كل السهام إليها مصوبة
تحلم بالربيع والربيع هنا فكرة منكرة
أبوها زان وأمها زانية
فكرة الربيع هنا فكرة عاهرة
لكنها تحلم بالربيع 
وتحلم بالزهور والعطور
وتحلم أن تعود الطيور  إلى غصون  بيسان
وفرونة وكوكب الهوا 
وغصون الدوكا والمحجار
 وإلى غصون القرى السبع والقراعنة
ولكنه حلم محاصر وفكرة محاصرة
حلم عاهر ابن عاهرة
أبوه زان وأمه زانية.
نحن أوراق في شجرة عتيقة
أفعالها نكر وملابسها أنيقة
أضداد فيما بينها
تشعل بينها ألف حريقة
النار لا تأكلها ولكن تأكل نفسها 
تنتحر بكل طريقة
نحن أوراق لو أفاقت  لوهلة
لكانت  شجرة فروعها تمتد في سبع سماوات
وجذورها  عميقة تفترش البسيطة
___________
محمود علي الأديب
مصر.         المنيا.           ملوي

أحمد ‏كريم ‏عز ‏الدين ‏يكتب ‏رسالة ‏١١١

رسالة ... ١١

.قالت سوف تلقاني...
وتشفي فيّ نيراني...
وعدت أنها الأنثى...
التي أهوى و تهواني....
قالت أنت لي الحلم...
وأنت فرحتي و دمي
عطر أنت بأوردتي..
ونغم كل ألحاني 
وأعرف أنها قبلا...
وعدت سوف تلقاني....

قالت سوف تلقاني
وتعرف انني مغرم
و وجد الروح احرقها
و نبض القلب يتألم 
وتعرف انني أبدا....
وتعرف انني امسا...
 اني لأنسها مشتاق...
و إني لقدها أعشق.. 
وتحيا منها أركاني...
وعدت أن ستلقاني
...
رحلت قاصدا أملي...
لالقى كل أحلامي.. 
....
وهبتك كل ما أملك...
وما اعلنت عصياني
وجئتك أبتغي وصلا....
إليَّ يثري و جداني
فلا غيرك لها أصبو.....
ولا غيرك بألحاني
ولا غيرك أعاتبها
و لا بدلت شطآني
فلا لحظ بنسيانك
إذا أنكرت إيماني.....
فهل تبقين يا عمري.... 
هدوء ضمن بركاني
وعشقا دائما ... يحيي
نبضي و كل أغصاني...
بقايا منك تسألني....
متى تأتيك تلقاني..

فذاك الشوق يأكلها ..
و أدمى دمع أحزاني

غرستك ضمن اوردتي
تندى منك أنفاسي
فأنت الذكر و الذكرى 
و أسمائي و عنواني...
جراحاتي تعاتبني...
لا أنسى لتنساني

ألا يا ليتها صدقت
أنها سوف تلقاني

     أحمد كريم عز الدين .. سوريا

ميلمي ‏إدريس ‏يكتب ‏مسكن ‏خبزي

مسكن خبزي السلام عليكم 
بقلم وصوت الأديب الشاعر 
ميلمي إدريس 
المغرب / فأس/ 30/10/2020
مَسْكَنُ خبزي 
يَامَن سَكنَ
ضُلوعي
والمَسكنُ خالي 
تريث فالجُوعُ
لا يُؤمِن 
بِغدرِ الليالي 
نَحنُ هنا 
والقلوبُ
حَائرَة تُعاني 
بينما الأجساد 
دُمًى بيْن الأيادي
يا مَن سَرقت آااهاتي 
خذِ الحُبَّ
وَهَبْ لي
أَوْطانِي 
نَحْتَسي
أَنا وأَنْتَ
نَخْبِ الأَوتَارِ
بقلم وصوت الأديب الشاعر 
ميلمي إدريس/ المغرب/ فاس
30/10/2020

شراع الحرية // سمرة زهر الدين

شراع الحرية

زادت أشواقي للحرية 
طالت ليالي السهرْ
قالوا إنني رهينة 
والسّجّان هو العمرْ 
هل غربت شمس الشموسِ 
لم يعد لها أثرْ ! !!!!
أصابني الذهول من شدة الخبرْ
لملمت شمولي 
كفكفت دموعي 
تحفظتُ على السرْ 
استعدتُ نفسي 
تغلبت على يأسي 
نسيت العِبَرْ 
أسرعت الخطا
قصدت دار العلوم 
مشيت في أروقتها 
تصيدتُ كتبها 
سبحت ُ بأفكاري بين النجوم 
غرقت مابين السطور 
في ذهب الشعر والنثرْ 
صعدت على متن الغيوم 
وبلحظة جنون 
أعلنتُ كرهي 
للسجن والسّجان والسلاسل 
نطقت باسم كل مظلوم
فأحيكت حولي الحبائل
ثم همس صوت مكلوم
لا  لا   تجادل ! !!! 

لكنني لم أكن أُساوم 
تابعت ُ طريقي 
وجدت رفيقي 
يحمل نيشان الحرية 
يدندنُ بصوت خافت 
سرقوا بلادي العربية
ولبست أنا القضية 
ربما فهمت ! !!!!!
لكنني أيقنت
أن الكلمة الحرّة 
لا تموت مع العمر 
ولا في زنزانة الأسرْ 
وأن لغتي الجميلة 
صالحة  مدى الدهرْ 
بمفرداتها نكتب الشعرْ
بحروف من محبرة العمر
 ننسج أثواباً من قهرْ
لكننا...
نزينها بالحب والفخرْ .....

سمرة زهرالدين
      سورية

الخميس، 29 أكتوبر 2020

نجاح ‏واكد ‏تكتب ‏بين ‏جفنات ‏الدجى

بين جفنات الدجى،،
 استرق القليل القليل،،،،من عفوة تناديني خلسة،!!!
 ركنت بشرفة الشرود،والسفر،،
اقتطعت  تذكرة ذكراهم والضياع،،
 عبر حافلة الأدغال،،والرعب،،
امتطيت وماكسرني العناد،،
 رافقتني نسمة تشرينية، رطبة تشبه الندى بفصل الربيع،، تتقن التلقيد،!!!
 غمرتها وسط حلكة من دماس الليل،،
 أخذت خطواتنا تعبر المسافات،،، وعزف الحصى تحت نعالنا،، يتألم،
 والحلم بعتوه،،، لايبالي، 
  بصيوان الأذن،، رنة نداء،،، ألتفت،
 لأجد طيفك يلاحقني بأرصاده المعتاد،!!!
 نظرت وأرسلت إبتسامة خجلة ،
 بغلاف الشموخ والكبرياء،
 لم أدرك الرسالة ،،دعوة للجلوس،
 تحت تلك الشجرة،،
  التي حملت عناء احرفنا عقود،،
 توسدت الجذع قبلا ومن الذرف،، أطياف،،!
 تلوت اللحن شجن مغمس بالذرف،!!
 شعرت بلمسة النسمة توقضني، من حلمي العنيد،،،!!
 للعودة بنحت قصيدة،، غزل،،
 تصحي فينا عهد قد مضى،!!

( نجاح واكد سورية)

رضا ‏الهاشمي ‏يكتب ‏درع ‏السلام

(( درعُ السلامِ))

لِلْحُبِّ شِعْرٌ وَ شِعْرُ الحُبِّ ما نَفَعَا
وَ العِشْقُ مِنْ دُونِ ذِكْرِ اللهِ قَدْ قُطِعَا

إلَّا الثَّنَاءُ عَلَى آَلِ النَّبِيِّ هُوَ الــ
حَبْلُ الطَوِيْلُ بِطُولِ الوَقْتِ مَا انْقَطَعَا

ذَكَرْتُ لَيْلَى فَكَانَ الشِّعْرُ مُنْقَطِعًا
وَ عَادَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ الشِّعْرُ وَ ارْتُجِعَا

وَ عِنْدَ ذِكْرِي لآلِ البَيْتِ رَاوَدَنِي
سَيْلُ القَصِيدِ فَهَمَّ الشِّعْرُ و انْدَفَعَا

يَا مَنْ هَوَاهُ أَزَالَ الهَمَّ وَ الجَزَعَ
وَ مَالَ فِي القَلْبِ غُصْناً مَادَ فَافْتَرَعَا

نَمَتْ ثِمَارُ الهَوَى مِنْ سِدْرَةٍ زُرِعَتْ
فِي تُرْبَةِ القَلْبِ فَازْدَانَ الحَشَا وَلَعَا

مُحَمَّدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ
جَلَّ البَدِيعُ وَ عَزَّ اللهُ مَا ابْتَدَعَا

مَا أْخَجَلَ الهَدْيَ مِنْ تَرْتِيلِ سِيْرَتِهِ
وَ أكَثَرَ الزُّهْدَ فِي تَقْوَاهُ وَ الوَرَعَا

أَسْرَى بِهِ اللهُ حَتَّى زَانَ مَعْرِجَهُ
وَ قَابَ قَوْسَيْنِ عِنْدَ العَرْشِ وَ ارْتَفَعَا

جِبْرِيلُ خَادِمهُ وَ الحَقُّ صَارِمهُ
وَ اللهُ عَاصِمُهُ إِذْ نَجْمُهُ سَطَعَا

وَ مُرْسَلُ اللهِ قَدْ أَدَّى رِسَالَتَهُ
وَ سَامِعُ اللهَ إِذْ نَادَاهُ فَاسْتَمَعَا

تَنْجَابُ شَمْسُ الدُّجَى طَوْعاً لِمَوْقِعِهِ
وَ يَسْكُنُ البَدْرُ مَأْوَاهُ إِذَا اضْطَجَعَا

أَحَبَّهُ اللهُ فَاسْتَدْعَى خَوَاطِرَهُ
حَتَّى اصْطَفَاهُ رَسَولَ اللهِ حَيْثُ دَعَا

أَخْلَاقُهُ ذَهَبٌ وَ حَسْبُهُ حَسَبٌ
وَ خَلْقُهُ عَجَبٌ قَدْ جَلَّ مَنْ صَنَعَا

لَوْ رَامَ رُتْبَتَهُ مَرْءٌ سِوَاهُ لَمَا
قَدْ سَادَ فِي الخَلْقِ أَخْلَاقاً وَ قَدْ رُفِعَا

وَلِيدُ أُمِّ القُرَى أنْعِمْ بِمَوْلِدِهِ
نُوراً وَ أَكْرِمْ بِهِ جَمْعاً وَ مُجْتَمَعَا

لَوْ كَانَ لِلْعِلْمِ نَجْمٌ فَهْوَ رَوْنَقُهُ
وَ العِلْمُ لَوْلَا نُهَاهُ الفَذُّ مَا لَمَعَا

كُرْسِيُّهُ فِي سَمَاءِ النُّورِ مَوْضِعَهُ
فَأَيْنَ يَكْمُنُ نُورُ اللهِ قَدْ وَسِعَا

مَا أَظْلَمَتْ مُهْجَةٌ ضَمَّتْ مَحَبَّتَهُ
وَ لَا يُلَامُ الَّذِي فِي حُبِّهِ وَقَعَا

مُحَمَّدٌ خَاتَمٌ لِلْأَنْبِيَاءِ وَ لَوْ
لَاهُ لَمَا كَانَ رُكْنُ الدِّينِ قَدْ وُضِعَا

صَلَّى الإِلَهُ عَلْيْهِ كُلَّمَا سَجَعَتْ
وَرْقَاءُ أَيْكٍ وَ مَا قَلْبُ الحَمَامِ لَعَى

إِنَّ الثَّنَا فِي نَبِيِّ اللهِ ذُو أَثَر ٍ
طُوبَى لِمَنْ فِي مَدِيحِِ المُصْطَفَى انْتَفَعَا

شَفِيعُ أُمَّتِهِ يَوْمَ الحِسَابِ بِهِ
وَآلَهِ يَظْفَرُ العَاصِي بِمَا شَفَعَا

تَخَالُ أَقْوَالَهُ قُرْآَنَ خَالِقِهِ
فِي نُطْقِهِ مُعْجَمُ الأَخْلَاقِ قَدْ جُمِعَا

فِي جُودِهِ السَّيْلُ وَ الغَيْثُ الهَطُولُ إِذَا
أَرَادَ مَاءً إِلَيْهِ المَاءُ قَدْ نَبَعَا

قَدْ حَفَّهُ الغَيْمُ مَا دَبَّتْ لَهُ قَدَمٌ
وَ بَلَّلَ الغَيْثُ أَرْضَ الحَقِّ حَيْثُ سَعَا

دُرْعُ السَّلَامِ وَ حِصْنُ القَوْمِ مَا انْدَلَعَتْ
حَرْبٌ وَ ثَارَ ثَرًى وَ الطَبْلُ قَدْ قُرِعَا

ذِكْرُ النَّبِيِّ شَرَابٌ طَعْمُهُ عَسَلٌ
بِاللهِ مَنْ ذَاقَ شَهْدَ النَّحْلِ هَلْ شَبِعَا؟

رضا الهاشمي

فؤاد ‏عبد يالجواد يكتب ‏حسناء ‏الصعيد

حسناء الصعيد
=========
كم هي حسناء كالآحلام كالصبح الجديد،،،،
           كالليلة القمراء كاابتسام الوليد ،،،،
غادة تتجلي بحسنها كآنشودة الأناشيد ،،،،،
           وهي ناموس الغناء ورب القصيد،،،،
تتهادي بين الوري بحسنها الشديد،،،،
       هي ملكة متوجة هي فينوس من جديد،،،، 
هي آوزان من اللحن وحلو النشيد،،،،
      وهي آعذب الألحان ورقة التغريد،،،،
        =============
آسمها خلود فهيهات لجمالها الخلود،،،،
       كزهرة ريحانة بين أجمل الورود،،،، 
فراشة تتمايل ولها ثقة تفوق الحدود،،،،
      فهي عنوان السحر وعطر الوجود،،،،
وكم يري المرء فيك روعة المعبود،،،،
     فأه من فتنتك وحسنك المشهود،،،،
يكاد القلب يخفق من جمالك الممدود،،،،
     في كل وقفة وقيامأ وقعود،،،،
          ==============
لم أجد ولم أرى في جمالها مثيلا،،،،
        وما بقلبي وما بليد حيلا،،،،
فتلامست يداي براحتها النحيلا،،،،
       ولا آملك غير نظراتي إليها وسيلا،،،،
فأنت  الطريق وأنت الدليلا،،،
      وكم يهواك القلب يا من كنت خليلا،،،،
وأنت المني لشقي قد ضل السبيلا،،،،
     وأنت حلم من الأشواق أتمنى أن يطيلا،،،،
              (==============)
فواد عبد الجواد

فادي ‏عرب ‏يجوب ‏بحار ‏الحب

الحب أنت
و أنت قلمي و حبري
و أنت إشتهاءات الهوى
نشوتي أنت و خمري
مفتون أنا 
مجنون أنا
ما بين القبلة   و القبلة 
أشتهيك 
أشتاق إليك
اراسل عينيك
أضرب موعدا مع خصرك
و أعتذر لنحرك
و اسافر الى قدميك
و أنا ما بين يديك أشتاق 
أحتار
من اين أبدأ
و كيف أرضيك
و انا بين يديك
أنسى عالمي و قهري
و أنسى أنتظارات فجري
و ما بين القبلة  و القبله
أشتهيك 
أفكر 
أغامر ...  أقامر
كيف آتيك 
كيف أغوص بعينيك
كيف اتوسد ناهديك
يا أجمل الأشياء بعمري
سلمتك قلبي
و روحي و أمري
و انا ما بين القبلة و القبلة
أشتاق إليك
الحب أنت 
و انت فرحي و سحري
و أنا يا أميرتي 
و الله ....
لا أملك في الدنيا
سوى قلمي و بعض كلمات 
و ثغري
.......     .......
فاااااادي عررررررب

إيمان ‏النشمي ‏تجوب ‏بحار ‏الحب

يناجيها
ياراعية القلب
إنزلي من هذا الجموح
وأرحمي قلبي
وأحبيه فلك
بكل شئ يبوح
أنا عاشق لقلبك
ومتيم وحبي لحوح
ينزف فؤادي
بحرفك
طفحت ألآمه
 والجروح
آثرتي روحي
وروحي بيدك
مفتاح كي تفتحي
الصروح
أحنيت هامتي
لعنفوان عشقك
وعشقك بقى لي
عطر يفوح
أنزلي أناديك
ياجامحة أنا كلي لك
وبين يديك أنوح
ياقاسية القلب تراجعي
فأنا سرفت بحبك
لأن فجر وجهك صبوح!
أنقذني من كبوتي
أترجاك
الفارس بكبوة مرة
برايته البيضاء
يلوووووح
بقلمي
ايمان النشمي

المقدسية ‏باسمة ‏مصطفى ‏تكتب ‏نسيم ‏الروح

نسيم الروح 

من قصص الحب 
قد أتى حبيبي 
من مروج الزعفران 
أتى يحيي 
أناشيد العشق 
و الهيام
في عين أحداث الزمان
يضفي 
على سحر المكان 
أريج ومض العنفوان 
يدخل حجرتي 
بموهبة المستنير 
يحي ربيع الأمنيات 
عبر أنوار الشعور 
في همس ينادي : 
يا أميرة الأمنيات
يا مهجة الآمال
في نبض الحياة
يا زهرة تنمو 
بأحضان الجمال
يا تحفة 
في نورها 
 

المقدسية باسمة مصطفى

قاسم ‏عبد ‏العزيز ‏الدوسري ‏يكتب ‏سأقفل ‏قلبي

سأقفل قلبي 

الآن بعد أن حصلت
على مفتاح قسوةٍ لقلبي
أصبح بالإمكان أن أقفله
وأن أترك كلّ الخرافات...
التي اسمها الحبّ
وأنهي هذه المهزلة...
أحاول أن أخيطُ كلّ الجراح
التي تسببتُ فيها
وأجدُ حلاً لهذه المسألة...
أحاول أن أبعد نفسي عنك قليلاً
وأنسى حديث الهمس
وأنسى ليالي الأمس 
وكيف قلت لي حينها مذهلة 
أريد الهروب...
من سجن الغرام 
وأحلُّ بنفسي هذه المعضلة 
يكفيني عشتُ سنين العذاب
ويكفينا دوماً أنا بأغتراب
وعشتُ لحظاتِ بعدٍ قاتلة 
أنا لستُ كالمذنبات
أعيش بخوفٍ وليلي ابات
وأنتظرُ متى تقطع رأسي
 بالمقصلة...
سأقفل قلبي عن الغرام 
ولن أصغي بعد هذا اليك 
وأهرب بعيداً حين أراك َ
بعيداً...بعيداً
عن ناظريك...
وأجلس خلف جدار الصدود
لكي لا تلتمسني يداكَ
فحسرةُ بعدي...
ودمعة عيني...
ولهفةُ روحي...دوماً عليكَ
سأمنع نفسي عن كل هذا
وأقتل شعوري...وأصبح قاتلة 

الأديب د.قاسم عبد العزيز الدوسري

إيمان ‏سعيد ‏تجوب ‏بحار ‏الحب ‏

يعزف الشتاء علي أوتار قلبي 
يعيد اجمل ذكرياتي 
تتجدد أحزاني و يعزف لحن ألأمي 
يشدو وجعي و أشجاني 
رائحة الشتاء بك تذكرني
رائحة تطيب لها نفسي
وتشتاق لها روحي
كلماتك بالدفء تشعرني
همسك يشدو له فؤادي 
عطرك كعطر المطر  يحييني 
اشتقت لصوتك أبدأ به يومي
كرسالة سلام تحميني 
أشتقت لنظرة من عيونك تحتويني 
ضمة من روحك تهدأ بها روحي
يا وجعي وحنيني 
يا فرحي و أنيني 
ياحزن أشواقي و بسمة شجوني 
يا حلمي و خيالي 
يا امنية تشفي جروحي
عد للوطن طال انتظاري 
                           💖 إيمان سعيد 💖

بهجت ‏الشريف ‏يكتب ‏حروف ‏عشق

يأبى فؤادى غيركم
وكم مر عليه قبلكم
قابلت الاف النساء
وقدموا لى 
صنوف العشق والولاء
فترك الجميع وجائكم
طرق بابكم
طلب ودكم
وضع نفسه بين كفكم
فما بالكم
أهان عليكم 
ام ليس له مكان لديكم
ويل ذلك الفؤاد 
من هواكم وحبكم
من بعدكم وقربكم
نحت على جدرانه أسمكم
واصبح امره ملككم
فرفقا بى وبه
فقد اصبح اسير عشقكم 
يحيا لرضاكم
وفرحكم
ويموت الف مرة
ان راى نظرة حزن تكسو وجهكم
احبابى يا عشقى
يا كل عمرى 
كنتم ومازلتم
يأبى الفؤاد غيركم
حروف عشق باناملى/ بهجت الشريف.

يونس ‏المحمود ‏يجوب ‏بحار ‏الحب ‏و ‏الإشتياق ‏

كم رفضت
 أشياء كثيرة 
في حياتي 
لاترقني لاتراق 
مغريات الحياة كثيرة 
تنحني لها الأعناق
ولكن رغم فقري 
كان عقلي يزجرني 
عندما أضعف 
ويقول لي لاتطاق 
أتغضب الرب 
وتخون الرفاق 
لا ياحاملي 
لاتجرني الى
 الأنفاق 
المظلمة فيكون بيني
وبينك فراق 
فمغريات الدنيا 
قزمة لانفع فيها 
زهاق 
من أجل ماذا 
من أجل مال 
تكون عاق 
او لهويٍ وترف 
أو شرب خمر 
وغانيات وعناق 
لاياجسدي إصحى 
إن فعلت هذا 
فبيني وبينك 
إنشقاق 
أما ترى بإم عينك 
بزرة شقت الصخور 
وأينعت 
بلأوراق 
نبات يعي مايفعل 
وأنت عاق 
غريزيا نبتت البزرة 
العقل اين يقطن بها 
ببزرتها بجزورها 
بجزوعها بزهرتها 
بساق 
لاياجسدي لاأسمح 
لك أن تساق
وراء غرائزك 
روحيا وعقلي لجنتي 
تواق 
لاأسمح لك تجرني
إلى الأنفاق 
فأنا في النور 
لماذا تريد أن 
تأخذ بي إلى الظلام 
الدامس 
لايطاق 
من أجل ماذا 
من أجلي حفنات 
من الدنانير تبيع 
وطن ياآفاق 
فاتقي الله بزهرة 
شقت الصخر 
وخرجت من الظلمة 
لتعانق نور الشمس 
ويفوح عطرها
بشتياق 
..........
الشاعر يونس المحمود........

عبير ‏جلال ‏تكتب ‏بداية ‏أم ‏نهاية

..... بداية أم نهاية.......
كانت بداية قصة
لاأعلم أهى بداية
أم نهاية أحداثها
نقطة ضعف أحالت
حياتي جحيم
كنت أظنه حب
ولكنه كان هروب
من محاوله نسيان
من غدر الزمان
كانت البداية
 أحلام هنيئة
ظننتها أحلام سعيدة 
كانت تخفي العذاب
 بين حناياها
ذنب العشق 
أصبح  غفرانه مستحيل 
صرخات تطلب العفو
فهل من مجيب
صمت يلتف حولي
وكأنه صمت الأموات 
إقتربت منه
ظننته عشق حياتي
ظننته شاطئ أمنياتي
ظننته سعادتي النشودة
ولكنه كان عذابي
أهات صاخبة تموج بصدري
وكأنها أمواج تلاطم ذاتي
كان ضياء ينير ظلماتي
كنت أظنه رفيق دربي
وإذا به عربيد 
أطاح بكل أفراحي
كثيرا كنت أتذكر
ذكرياتي معه
كان يغشاني الشوق له
 لحظات الحنين 
كانت يؤرق منامي
شوقي له لهيب مشتعل
وأهات الحنين جرح غائر
ولكن أين هو من لهيب أشواقي 
أين أحساسه بلهفتي وحنيني
كان غروره يفوق الخيال
كبرياءه أسواط من العذاب
 عشقي له جراح لا تلتئم
حياتي معه خوف دائم
على حافة الأيام
كل يوم تنتحر سعادتي
جراح تنزف بلا توقف
خوف من المجهول
وصرخات مكتومة بداخلي
هل كان عشق
أم هروب من  شقاء حياتي
أكاذيب عشتها بكل تفاصيلها 
كنت في ليلي أكذب
على إحساس 
إنه لي إنه حبيبي
وكيف يكون حبيبي
وهو معذبي وقاهر أمالي 
كنت أضحك كثيرا
لأخبئ أحزاني عن
عيون تراقبني
 وتحسدني على حياتي
أنها أكذوبة حب
ظننته عشق أحلامي
 حياتي بكاء وأهات
وتمني لشربة حنان
تطفى ظمأ فؤادي 
كنت أتمنى أن يحتويني
ويكون لي مرفأ الأمان
 ولكنه كان وهم وخيال
حياتي معه تحولت لصمت دائم  
تناثرت أمنياتي على
صخرة جمود الإحساس
ضللت طريقي وتهت 
وضاقت بي الحياة 
صراع بين الهروب والإستمرار 
دموعي تذرف وجراحي
تصرخ من الألآم
وصراح بين الحب والوفاء
أريد الفرار من تلك العذابات
أريد الهروب 
وأكتب بيدي نهاية قصتي
إنه الفراق لامحال
أجبرني على هذا الإختيار 
كتبت قصتي
وكيف كانت بدايتها خداع في خداع
والأن أعلن نهايتها
وكيف كانت صراعات
 بين الحب والوفاء
كتبت بيدي على
صفحة حياتي
إنه الفراق 
بدون حتى وداع
فكفى مامر من عمري
وانا في غياهب العشق
مخدوعة مغيبة
أعيش اكذوبة الحب
أعترف كانت حياتي معك
ليل عليل وصباح باك
وسحب وغيوم وأمطار
كانت حياتي معك ضياع 
أثقال وأحمال فاقت إحتمالي
 حتى الذكريات كانت كاذبة
 تلك أكذوبة الحب
سوف أنساها وأمحو ذكرياتها
من صفحات حياتي
إنها بداية قصة حبي
ونهايتها ،،،
تلك الأوهام سوف
أنساها وأجعلها من النسيان 
بقلم عبير جلال
مصر،،الإسكندرية
٢٨/١٠/٢٠٢٠.

فاطمة ‏النهام ‏تكتب ‏اغتيال ‏الطفولة

اغتيال طفولة
(قصة قصيرة) 

من المجموعة القصصية (يوميات اخصائية اجتماعية)

بقلم/ القاصة البحرينية: فاطمة النهام

اللوحة التعبيرية للقصة بريشة الفنانة: اسيل خالد امين 

إسمي (ميساء جاسم) في أوائل الخمسين من عمري، أعيش وحيدة في هذه الشقة، بعد سنين طوال قضيتها أعمل في المدارس؛ اختصاصية ارشاد اجتماعي، أحنو على الطلاب بقلبي الكبير، وأسعى لمساعدتهم، واحتوي همومهم ومشاكلهم. 
ربما كان هذا هو السبب الحقيقي في عدم زواجي وإنجابي، حيث فضلت أن أؤثر الطلاب ومحبتهم على نفسي، وربما لأنني من النوع الذي يرى سعادته في سعادة الآخرين. وأخيراً، قررت بأن أرتاح في بيتي، وأعيش مع ذكرياتي، وأتفرغ للعبادة، والقراءة، ومشاهدة التلفاز. 
لا أستطيع أن أنكر بأنني لطالما مرت علي لحظات كنت أتوق فيها إلى تلك الأيام، إلى أيام كانت تشع فيني روح الشباب، بكل حيويتها، وطاقتها، وعطائها اللامحدود.
يا لها من أيام جميلة، لن أنساها أبداً، لا تزال تلك الذكريات عالقة بذهني. أيام مضت من عمري، سرقتها السنون دون أن أشعر. 
تأملت السماء التي أسدلت ثوبها المخملي الأسود، وتراصت فيها النجوم كحبات اللؤلؤ، وأنا أجلس في شرفتي لأتناول كوبا من اللبن الدافئ، تنفست بعمق هواء الليل العليل، وشعرت برئتي مع الزفير كأنهما يطلقان أنات السنين.
كم أعشق الليل، ربما لهدوئه وغموضه، حيث إنني أجد نفسي أحلق في الماضي البعيد، كالطائر الذي ينتقل من مكان إلى مكان، ومن زمان إلى آخر.
أغمضت عيني، وأسندت رأسي على المقعد. عدت بذاكرتي إلى الوراء، ما يقارب ثلاثين عاما. كنت شابة يافعة، تشتعل عروقي بدماء الحيوية والشباب، كلي حياة وأمل، أحمل بين طيات قلبي عطاء لا متناهياً، حماساً وحناناً وحباً في مساعدة الآخرين.
لقد عملت بمهنة نبيلة، وهي الإرشاد الاجتماعي، تعلمت فيها روح العطاء، والإنسانية، وحب مساعدة الناس. كنت أمر بأيام أجهش فيها بالبكاء، وأنا أخفي وجهي في وسادتي. لقد صادفت في حياتي العملية أغرب وأصعب الحالات، ربما كانت أغرب من الخيال.
لبرهة، سمعت دق الجرس يدوي في عقلي، تدافع التلاميذ إلى ساحة الطابور الصباحي، يتراصون كعقد من اللؤلؤ، وكل مربية تقوم بترتيبهم في أماكنهم، وصوت الميكرفون يتعالى ليصطفوا بنظام واحترام؛ تحية للوطن، وإلقاء النشيد الوطني بحماس وولاء. ما أجمل تلك الأيام، ليتها تعود!
مع نهاية الطابور الصباحي، يبدأ العد التنازلي لعملي الدؤوب. فأنا الآن مسئولة عن تلاميذي، لا يمكنني أن أتركهم. فأنا المرشدة، والصديقة لهم، وطريق الحب والسلام، أنا السلم، ومرساة النجاة.
كنت أنزل إلى الميدان للبحث عن مشاكلهم. تلميذ يتعارك مع آخر، تلميذ آخر طردته المعلمة من الفصل، وثالث ينزوي ويتذمر من شي ما، ورابع يشكو من الجوع لأنه لا يحمل طعاماً أو مالاً.
كنت ولا أزال أعشق مهنتي لأنها الطريق إلى معرفة مشاكل التلاميذ وهمومهم. لقد أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من روحي وكياني، وبدونهم لا تعني الحياة لي شيئاً.
كنت أتعامل مع تلاميذي كالزهور، كلما أسقيتها نمت وترعرعت. آثرت أن أسقيها فعلاً، وأن لا أترك زهوري حتى تذبل. أدرك جيداً بأنها بأمسّ الحاجة إلي، لا يمكنني أن أتركها تموت أمامي.
لا يزال كل شيء حولي يرتبط بكل جزئية بمدرستي وتلاميذي. من الصعب علي أن أنساهم، ولو بمرور كل تلك السنين، لأنهم ارتبطوا بروحي، حتى وإن وجدت ذاكرتي تضعف مع العمر. ربما لم أستطع أن أمنع بروز الشعرات البيضاء في رأسي، أو الخطوط المحفورة حول عيني، لكنني أمتلك الذاكرة التي تحمل قصصاً ترتعد لها الفرائص.
فجأة! انقطع حبل أفكاري مع صوت جرس الباب. للحظة ظننت بأنه جرس فسحة التلاميذ. وضعت كوب اللبن جانباً، ونهضت لألفَّ حزام معطفي المنزلي حول خصري، ثم توجهت إلى باب الشقة، ورمقت الزائر من وراء الباب. كان شاباً طويلاً، في العقد الثالث من العمر، يحمل ظرفاً بيده. فتحت الباب، وتمعنت بقسمات وجهه الهادئة.
قلت بصوت منخفض: 
- من؟!
قال بهدوء: 
- عذراً يا سيدتي على إزعاجك.
 مد يده ليسلمني الظرف قائلاً بلطف: 
- لقد سقط منك هذا الظرف أثناء صعودك السلم!
أخذته منه وأنا أقول بامتنان:
- شكراً لك.
أشار إلى الباب المجاور قائلاً بنفس النبرة اللطيفة: 
- لقد انتقلت مؤخرا إلى شقتي الجديدة. أرجوك يا سيدتي، إن احتجت إلى خدمة ما، يسعدني أن أقدم لك العون.
ابتسمت وأنا أقول: 
- شكراً لك مرة أخرى.
فجأة، ظهر من خلف الباب طفل صغير، يتراوح بين خمس إلى ست سنوات ، كان ينظر إلينا بنظرات طفولية خاوية.
أمسك ببنطال أبيه وهو يقول:
ـ  أبي، ألم تقل لي بأنك ستصطحبني إلى المنتزه؟!
وضع الشاب يده على رأس الطفل وابتسم قائلاً:
- حسناً.
ثم التفت إلى، أحنى رأسه قليلاً وقال باحترام: 
- اعذريني يا سيدتي.. سوف أذهب الآن.
ثم انصرف من المكان.
عدت أدراجي، وأقفلت الباب، ثم أسندت ظهري وأنا أتساءل بحيرة: أشعر بأنني أعرف هذا الشاب! ربما عرفته في زمان أو مكان ما. لماذا أشعر بأنني أعرفه؟!
رن جرس الهاتف، وتوجهت إليه ببطء، رفعت السماعة، فانساب عبر أسلاكه صوت ناعم:
- السيدة ميساء جاسم؟
- نعم.
- معك مستشفى الدكتور (كريم) التخصصي للعيون. لديك موعد غداً في الساعة العاشرة صباحاً.
- حسناً.. سوف أحضر.
- شكراً.
جلست أمام التلفاز وأخذت أقلب القنوات من محطة لأخرى. ذهب خيالي بعيداً، وتعالت في ذهني مجدداً أصوات التلاميذ وهم يغنون بسعادة ومرح في إحدى الحافلات. كانوا في رحلتهم الترفيهية إلى الملاهي. في إحدى تلك الرحلات، وجدت (مازن)، التلميذ بالصف الثاني الابتدائي، ينزوي جانباً، وكأنه لا يريد أن يشارك زملائه اللعب، أو لأن عقله مشغول بشيء ما.
 حينها سألت نفسي: ما الذي يشغل عقل طفل عمره ثماني سنوات؟ 
هل يعاني من هموم معينة؟ 
ما هي همومه يا ترى؟!
كان (مازن) يعيش ظروفاً أسرية قاسية، لكنني أتذكر جيداً الآن، وبضمير مرتاح، بأنني لم أتخلَّى عنه يوماً، بل كنت له الأم الحنون. كنت أسعى بأن أطرد الحزن من حياته، وأن أغرس فيه بذور السعادة والأمل. أليس من تلاميذي الأحباء؟
أطفأت التلفاز، ثم توجهت إلى شرفتي مجدداً، وتنهدت بعمق. كم يعجبني سكون الليل وهدوؤه. ربما كان الليل هو الصديق الوحيد الذي يشاركني الراحة والسكينة، ويستمع إلى فيض أفكاري دون مقاطعه. 
أدرك جيداً بأن خروجي من المنزل أصبح قليلا جداً، وعلاقاتي الاجتماعية محدودة. ربما لأنني أشعر بالإرهاق، وأطلب الراحة والسكينة الآن.
في هذه اللحظة بالذات، شعرت بأنني ملكة شرفتي..
وحدي، سعيدة بهذه الوحدة، وبعيداً عن ضجيج الناس.. 
أنا الآن أطلب الهدوء والصمت، أريد فقط أن أعيش هذه اللحظة، بكل أبعادها وزواياها وألوانها. 
إنني أستحق بأن أبتعد، وأن أرتاح قليلاً. 
تعالى إلى ذهني صوت الجرس، معلناً وقت الطابور الصباحي. تردد صدى أصوات التلاميذ وصياحهم الطفولي، وهم يتدافعون إلى الساحة للاصطفاف في سطور منظمة، تمتزج مع أصواتهم صفارات وصياح معلمات مادة التربية الرياضية، ونشيد العلم الوطني، والفقرات الإذاعية، وتكريم الطلاب المتفوقين، والمثاليين، وأبطال السلوك الحسن.
بعدها، يسيرون في خطوط متعرجة حيث تشرف معلماتهم ومشرفاتهم الإداريات على متابعة السير بشكل منظم. يقف هناك التلاميذ المتأخرون صباحاً للسؤال عن سبب تأخرهم، والتواصل مع ذويهم. مراقبة الحالات اليومية والتواصل مع المعلمات للتعرف إلى الطلاب متدنيي التحصيل الدراسي، أو المهملين، أو المعنفين أسرياً.
متعة العمل مع التلاميذ لا تظاهيها متعة. أتذكر جيداً أنني كنت أنزل إلى الميدان للبحث عنهم، فلابد من وجودهم في أي زمان ومكان. المهم أنني سأجدهم، وسأساعدهم.
استرجعت قصة (مازن)، لكنني لا أدري لماذا خطر على بالي هو بالذات؟ 
لماذا (مازن) بالذات؟!
تذكرت حينما كان يحضر إلى المدرسة بشعره الأشعث، وزيه المدرسي البالي، وحذائه الممزق. لم يكن (مازن) تلميذاً مشاغباً أو عنيفاً، وإنما مجرد رؤيته تدمي القلب وتبكيه. فالظروف القاسية التي مر بها كانت أصعب من أن يمر بها طفل في عمر الزهور.
قدر الله أن يأتي إلى الدنيا بسبب غلطة ارتكبها والداه، ليكابد المهانة والدونية واللا إنسانية، تلاحقه نظرات الاحتقار والاشمئزاز في واقع مرير أتى فيه إلى هذه الدنيا، لا ذنب له سوى أنه كان نتاج نزوة عابرة.
لقد عاش في بيئة أسرية ظروفها قاسية، يتعدى أفرادها الثلاثين شخصاً. لا يلاقي الاهتمام، بل الإهمال، لا يهم إن أكل، أو شرب. لا يهم إن استحم، أو ذهب إلى المدرسة، أو أدى واجباته، لأن أسرته ترى فيه أمه المجرمة. فهو في نظرهم لا يستحق العناء أو الاهتمام.
تنهدت بقوة، ونهضت لأغادر الشرفة. توجهت إلى غرفتي، وتمددت على السرير، وغطيت نفسي بالملاءة، أغمضت عيني، وعادت الذكريات تنساب إلى عقلي من جديد.
قرع جرس الفسحة، فخرجت من مكتبي بسرعة لأراقب التلاميذ. وأثناء مشيي في الساحة والممرات، كان التلاميذ يلعبون، والبعض منهم يجلس في جماعات ليتناول طعامه. كانت حواسي ومشاعري تبحث عنه، عن (مازن)، شعرت أنني مثلما كنت أبحث عنه كان هو الاخر يبحث عمن ينقذه، أو من يشعر به، ويمد له يد الأمان.
التفت يمنة ويسرة، فوجدته أمامي تماماً. اقتربت منه وابتسمت قائلة: 
- أهلاً يا مازن.. كيف حالك يا بني؟!
قال باقتضاب: 
- بخير.
تعالت أصوات الأناشيد الوطنية. كان التلاميذ يرتدون الملابس المرتبطة ألوانها بألوان العلم الوطني، فرحين وسعيدين. التفت إليهم يتأملهم بصمت غريب.
سألته: 
- ماذا بك يا مازن؟ هل تشكو من شيء ما؟!
 قال:
- كم تمنيت لو أن لي ملابس جديدة مثل ملابسهم.. الأولاد يلبسون ثياباً جميلة. 
خفق قلبي بأسى، اقتربت منه، ووضعت كفي على كتفيه الصغيرين. 
تأملت عينيه الحزينتين، وأنا أبتسم مشجعة: 
- لا عليك يا مازن.. لا تحزن.. أعدك بشراء ملابس جديدة لك.
تهللت أساريره، وأخذ يركض ليشارك التلاميذ اللعب، وأخذت أراقبه من بعيد.. 
لماذا اختارني ليعبر عن مكنونات نفسه؟ 
لماذا ساقه القدر إلي؟
تقلبت على فراشي وأنا أتأمل سقف الحجرة. من الصعب على طفل في سنة أن يعيش كل هذا الحرمان؛ حينما يترعرع يتيماً، بينما أبواه على قيد الحياة. لقد تجرّدا حتماً من ثوب الإنسانية، وتملكتهما الأنانية وحب الذات.
تذكرت في إحدى المرات، حينما توجهت إلى فصله لأسأل معلمته عنه. حينها ذكرت لي المعلمة بأنه كثير الغياب. تواصلت هاتفياً مع خالته التي يقيم معها لأسأل عنه، وفي كل مرة كانت تعطيني أسباباً غير مقنعة عن غيابه، مما يؤكد لي عدم اهتمام أسرة أمه به، فلا فارق إن ذهب إلى المدرسة أم لا.
في أحد الأيام، أثناء قيامي بإحدى الجولات التفقدية بين الفصول.
 اقتربت منه وكلمته بود: 
- بني.. أريدك أن تحضر إلى مكتبي أثناء الفسحة.
حضر (مازن) إلى مكتبي، وجلس على أحد المقاعد بجسده الهزيل. نظراته تحمل أسى رجل طاعن في السن.
تأملته باهتمام، وكأنني أحاول قراءة ما يجول في خاطرة.
 سألته: 
- ماذا بك يا بني؟ هل تشكو من شيء؟
لم يأخذ وقتاً في التفكير، وكأنه كان يتوقع أن أسأله هذا السؤال. 
قال بصوت منخفض:
-  أمي ترتكب أعمالاً خاطئة.
تمعنت ملامحه وسألته: 
- كيف؟
صمت برهة، ثم خفض رأسه وهو يقول بانكسار: 
- كنت أذهب لزيارتها بشقتها، و....
سألته: 
- وماذا يا مازن؟؟
قال بتردد، وهو يخفض رأسه أكثر:
- وجدتها في وضع مشين مع صديقها!
شعرت لوهلة بأن قلبي قد توقف عن النبض. 
سألته بصوت مختنق:
- ماذا؟؟
أطرق برأسه، وهو ينكمش على نفسه أكثر: 
- لقد هددتني، وطلبت مني ألا أحكي لأحد شيئاً مما رأيته. 
ترقرقت عيناه بالدموع، اقتربت منه، وضعت يدي على كتفيه، ثم نظرت إلى عينيه مباشرة:
- مازن.. أريدك أن تستمع إلى كلامي جيداً يا بني. لا تفكر بأي شيء ينغص عليك راحتك. أشغل وقتك بكل ما هو مفيد. أشغل نفسك بالدراسة والقراءة. دراستك هي حياتك ومستقبلك.
أحنى رأسه أكثر، وواصلت حديثي:
 ¬- هناك أناس يرتكبون العديد من الأخطاء الفادحة، لكننا غير مسئولين عن أخطائهم. فالله سبحانه وتعالى هو من سيحاسبهم على أعمالهم. المهم أن تعتني بنفسك جيداً، وإن احتجت لأي شي، تعال إليّ.
رفع رأسه، تأملت عينيه المغرورقتين بالدموع، وقلت له: 
- تأكد يا مازن بأنك محبوب هنا في المدرسة. أتعرف لماذا؟ لأنك طفل مؤدب وهادئ، لم تسبب الأذى لأحد، ولم تكن أبداً مصدر إزعاج لأحد. أسمعتني يا بني؟
أومأ برأسه إيجاباً. مسحت على شعره بحنان، ثم أردفت: 
- والآن يا بني.. هيا اتجه إلى فصلك.
مسح دموعه، ابتسم ابتسامة صغيرة ثم قال: 
- حسناً.
خرج من المكان، وأنا أراقب خطواته المتعثرة. زفرت بضيق، جلست حول مكتبي لأفكر بعمق، وأنا أشعر بالغضب الشديد. 
أخذت أعماقي تهتف بسخط: أيعقل هذا؟؟ هل انعدمت الكرامة والإنسانية إلى هذا الحد؟؟
رفعت سماعة الهاتف، وأخذت أضغط على الأزرار لأستدعي خالة (مازن) إلى المدرسة، وبعد دقائق حضرت الخالة.
 كانت سيدة في العقد الرابع من العمر، ترتدي عباءة مزخرفة، وتضع مكياجاً بسيطاً، وكانت تنفث منها رائحة عطر رخيصة.
أشرت لها بالجلوس وأنا أقول: 
- تفضلي.
بعد أن جلست الخالة شبكت أصابعي أمام وجهي وسألتها برصانة:
- حدثيني عن والدة مازن.
امتقع وجه الخالة، وارتسمت على ملامحها علامات الضيق، ثم زفرت وهي تقول: 
- ماذا تريدين أن تعرفي عنها؟
صمتت قليلاً، ثم قالت بمرارة: 
- لقد وصمت أسرتنا بالعار مدى الحياة. لقد ارتكبت العديد من الأخطاء، كان نتيجتها موت أمي وأبي حسرة على ما قامت به من أفعال مخزية.
 واصلت حديثها بصوت متقطع:
- كانت تخرج من المنزل في ساعات متأخرة من الليل، تنتقل من عشيق إلى آخر، وكان ثمرة هذه الأفعال مازن، الذي لا ذنب له في هذه الحياة سوى أنها أمه.
مرت لحظات من الصمت، التفتت الخالة إلي وهي تواصل حديثها:
- لقد تبرأ منها الجميع، مما جعلها تسكن في شقة لوحدها، بعدها قامت بمصادقة شخص في عمر ابنها، يسكن معها، ويخرج معها إلى كل مكان. لقد تعرض مازن للعنف من قبل هذا الساقط، وعلى مرأى منها، حيث قام بضربه لأكثر من مرة.
تنهدت بعمق ثم قالت بأسى: 
- لقد أصبح مازن منبوذاً من قبل أسرة أمه، لأنه ضحية أفعالها. فهم لا يريدونه في البيت، ولا يبالون بأمره إن كان حياً أم ميتاً. لقد صمموا على رميه في دار الايتام، إلا أنني رفضت ذلك وبشدة، وقررت أن أحتفظ به وأن أتولى رعايته.
سألتها: 
- وأين هي أمه الآن؟
ردت الخالة:
- في السجن، لأنه حكم عليها أن تقضي فيه سنوات، لكنها أودعت حاليا إلى مستشفى الطب النفسي بسبب تعاطيها للهيروين. للأسف، كان عشيقها من يزودها بإبر الهيروين.
تنهدت الخالة للحظة ثم قالت: 
- أنا أربي ابنها، لكنها لا تهتم لهذا الأمر بتاتاً. ظروفي الأسرية صعبة، فأنا أم لخمسة أيتام، بالكاد أستطيع أن أطعمهم، وأن أغطي مصاريفهم، إضافة إلى أن أخي وزوجته وأبناؤهم يسكنون معي في نفس البيت.
سالت الدموع من عينيها وهي تقول:
- أشعر تجاهه بالشفقة، لأنه لا ذنب له في كل ما يحصل.
قلت لها: 
- أختي، إن الله سبحانه وتعالى موجود، لا ينسى عباده، ولا يتخلى عنهم أبداً.
قالت الخالة: 
- ونعم بالله.
استطردت: 
- كل ما أطلبه منك هو رعاية هذا الطفل المسكين قدر المستطاع. احتسبي الأجر من الله، وتأكدي بأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً. 
واصلت حديثي: 
- تؤلمني نظرات زملائه الساخرة، وتعليقاتهم اللاذعة. أريده أن ينعم في المدرسة ببيئة آمنة.
فجأة، دق جرس المنبه، فاستفقت من نومي، التفتت إلى الساعة، ووجدتها التاسعة صباحاً. تثاءبت بقوة، ونهضت من فراشي. تذكرت موعد الطبيب في الساعة العاشرة صباحاً، ولابد لي أن أستعد للذهاب. 
توجهت إلى دورة المياه وأخذت حماماً دافئاً. ارتديت ملابسي على عجل، وأعدت لنفسي كوباً من القهوة، شعرت بصداع شديد، جلست على مقعد المطبخ، وارتشفت رشفة من القهوة الساخنة.
تذكرت جيداً بأنني قمت بعمل دراسة حالة تفصيلية عنه، رفعتها إلى الجهة المعنية بالوزارة بهدف تحويله إلى مركز حماية ورعاية الطفل. 
كان (مازن) يعيش ظروفاً صعبة وقاسية، بين أوساط أسرة كبيرة تعاني من الفقر المدقع، وخالة لا تقدر على إعالة أطفالها، وأم ما بين الدعارة، إلى السجن والمخدرات.
لقد أراد لي القدر أن أعرفه وأن يعرفني، ربما كنت الأمل الأخير في انتشاله من براثن هذه الظروف.
لم تمر أشهر حتى أودع (مازن) مركز حماية ورعاية الطفل. أكلتني الحيرة.. يا ترى، أين هو الآن بعد كل تلك الأعوام؟ وماذا كان مصيره؟
نهضت من مكاني لأتجه خارجاً. وقبل أن أمد يدي لفتح الباب، رن الجرس. ففتحته بسرعة، لأرى الشاب نفسه الذي جاء إلي ليلة البارحة، لكنه هذه المرة يحمل في عينيه نظرة الطفل مجهول الأب!
تمعنت في وجهه جيداً، وشعرت بأنني أعرفه فعلا!
أيعقل هذا؟!
نطقت بذهول:
- مازن؟!
ترقرقت عينا الشاب بالدموع..
واكتفى بالصمت..

الأستاذة د. غنوة حمزة// تكتب نبض مشتاق..

نبض مشتاق  أيا مالك الفؤاد ألم تصلك رسائل  الياسمين ..وما أل إليه حالي  خذني إليك ..لملم شتاتي  بحديث عنوانه ... نبض يشتاق....قد أصابه الردى...