عصفَ ريحٍ جُز بروحٍ ----------------------
قفْ على ناصيَةِ الحلْمِ ونازلْ
يا خليلي شُقَّ دربَ النورِ
بالإيمانِ ساجل
أنتَ قوسٌ تصبغُ الآمالَ ألوانًا فبُشرى
ريشةُ الفنّانِ تذكيها المكاحل
بيراعٍ ومدادٍ سُدْ زمانًا
شِدْ مكانًا في رحابٍ راودتْ ضبْحَ الأصائل
بكَ حسٌّ يشحنُ الغاياتِ وجدًا
شامخَ الإنجازِ مزهوَّ الكواهل
لكَ حقلٌ يشتهي حرثًا وبَذرًا
وغمامًا يقطر الغوثَ رذاذًا
بالتروّي كم يروّي التلمَ تفديهِ الأنامل
طالَ ساقًا تتثنّى باعتزازٍ
تتباهى باختيالٍ
يحملُ الحبَّاتِ نيسانُ السنابل
يشحذُ الطلّاعُ أسنانَ المناجل
هذهِ الدنيا عراكٌ ثِبْ وواجهْ
عصفَ ريحٍ جزْ بروحٍ لا براحٍ
غنِّ مجدًا للمعالي
خُضْ غمارَ الشوكِ قاتل
حدّدِ الأهدافَ وابدأْ ألفَ ميلٍ
لا تخفْ آسادَ غابٍ أو ذئابًا
من كمينِ اللؤمِ تصطادُ الأيائل
سرْ حثيثًا ضاربًا في الأرضِ جذرًا
ناشدًا في الدوْحِ معنى
تحضُنِ المعنى بأنفاسِ المعاول
لستَ فردًا ووحيدًا بالنواصي والمغازي
رُبَّ فتحٍ وانتصارٍ حقّقتْ أيدي القلائل
أُرسمِ الوعدَ جليًّا فوقَ شمسٍ
صُغْ بقلبٍ نابضٍ بالحبِّ يحيا
قُم وفكّرْ باحتمالاتِ البدائل
جدّدِ العهدَ صباحًا ومساءً
رُدَّ خيلًا وغزاةً هاجمتْ أمنّ المنازل
صُنْ بصدرٍ وبكفٍّ عِرْضَ بيتٍ
واحمِ عشقًا واحمِ دارًا تَبْنِ أبراجًا ببابل
هُزَّ خوفًا وظنونًا طُفْ بجأشٍ وببأسٍ
دُر تحرّر ثم حرّرْ أنتَ باسل
للسهى أُمدد ذراعًا فرجاءً
سابقِ التيّارَ والشلّالَ في مجرى الجداول
أطلقِ المنشودَ والمرموقَ تستشرفْ بطاحًا
عطّرِ المرجوَّ من ضوعِ الخمائل
مبتغى الملهوفِ مشوارُ الأماني
بذلُ جهدٍ واجتهادٍ بالوسائل
أَطلقِ الإبداعَ تستطلعْ خفايا
قُدْ سعاةً ورماةً للمحافل
كُن رياديًّا جريئًا فُزْ طموحًا
لا حدودٌ لاجتياحاتِ المناضل
قفْ على ناصيةِ الأحلامِ سيْفًا
جُبْ بحارًا وارقَ شأوًا ثمَّ واصل
حسين جبارة تشرين ثان 2019
