مـــــــا بـــعـــدَ الــضّــيــق إلّا الـــفَـــرَج
__________________
مَـــن ذا يــكـون عـــن الأحِـبَّـة مُـخـبِرا.
طــــال الــغـيـابُ ولا أطــيــقُ تَـصـبّـرا.
غـابـوا وأُطـفِـئ فـي الـتُّرابِ سـراجُهم.
والــكـونُ ضـــاقَ وصــار صـلـداً أغـبـرا
أوكــلــتُ ظــهــري بَـعـدَهـم لِـتَـحَـمّلي.
لـــكــنّــه مــــمّـــا حَـــمــلــتُ تَــكــسّــرا
أطــلــقـتُ فِــكــري لـلـقـوافـي عــلّـهـا .
يــومــاً تُــخَـفـفُ عــــن فـــؤادٍ أقــفـرا.
وصــحِـبـتُ أطــيــاراً تــنـوحُ بِـحُـرقـةٍ.
وتُــــردِّدُ الألــحـانَ تـبـكـي مـــا جـــرى.
ورأيــــتُ قُــطـعـانَ الــوُحـوش كـئـيـبةً
فــكــأنَّــهـا مَــكــلـومـةٌ مِـــمّـــا تــــــرى
جــفّـت يـنـابـيعُ الـهـضـابِ فــلـم تَـعـد.
تــجـري وصـــار الـغُـصنُ هَـشّـاً أصـفـرا
مـا بـالُ شـمسِ الـكونِ يُكسَفُ ضَوؤُها.
والــبـدرُ حـــطّ ظــلالَـه فَـــوق الـثّـرى.
وأرى الــنــجـومَ تــبَـعـثـرَت وتــنـاثـرَت
وغـــدَت مــسـاراتُ الـكـواكـبِ أسـطُـرا
وشـقـائـقُ الـنُّـعـمان مــالـت وانـحَـنت.
أخــفَــت جــمــالاً واسـتـكـانت مـنـظـرا
وتــمَــسّـكَ الــغــيـمُ الـبـخـيـلُ بِــمـائـه.
لــيــزيــدَ مِــــــن عــلــيـائِـه مُــتــنَـكّـرا.
والـنـحـلُ وَلّـــى حــيـنَ قـــلّ رَحـيـقُـه.
وتــحــوّلَ الــشَّـهـدُ الـمُـصَـفَّـى سُــكّـرا.
عَـجـبـاً رأيـــتُ ومـــا الـتـمَستُ إِجـابـةً
لـــكـــنّ قــلــبـي لـلـحـقـيـقةِ أبـــصَــرا.
فــعــلــمـتُ أنّ اللهَ فـــــــي عــلــيـائـه.
وزَنَ الأمـــــــورَ كـــمـــا أرادَ وقــــــدّرا.
فــإذا اعـتـراك الـضـيقُ واغـتَـمَّ الـفـضا
فاللهُ يُـــبــدِلُــهُ سَـــحــابــاً مُـــمــطِــرا.
الــضّـيـقُ يــفــرَج والـقَـتـام سـيـنـجلي
والـغـصـنُ مـــن طـيـبِ الـفـواكِه أثـمـرا
صــلّـى عـلـيـك الله يـــا عــلـمَ الــهُـدى
مــــا ســبّــح الــطـيـرُ الــبـديـعُ وكــبّـرا
===============
عبد العزيز بشارات/ أبو بكر/ فلسطين
ُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق