المهرّج ... !
يمعن المهرّج في القفز ...
يتمطط ...
يرقص على رجل واحدة ...
يمشي على أربع ...
يقف على رأسه ...
و يشير إلى الجمهور
بحركات من رجليه ...
يتصنع المشي على حبل...
يتعثر... يسقط ...
لكن الصّمت رهيب ...
يجهد المسكين نفسه أكثر
يجري ...
يقف خلف الستار الأسود...
ينفش شعره الاصطناعي...
يلطّخ وجهه بمزيد
من الالوان ...
يُلْبِسُ أنفه كرة حمراء...
ثمّ يعود إلى صدر الركح
يتصنّع العرج...
يترنح...
كغصن مكسور ...
تعبث به الريح ...
يقفز ...
يسقط ... يحدث هرجا...
...لكن الصمت القاتل ...
يتواصل ...
في أرجاء المسرح لا صوت ...
يجثو المهرّج على ركبتيه ...
يفتح ذراعيه...
كمن يعرض صدره لرصاص الإعدام ...
ماذا يفعل ؟
حتى ينتزع من براثن هذا الصمت
المرعب ...
آهة إعجاب...
او بعض التصفيق ...
او حتى صفعة تكسر هذا
السكون المقيت...
عساه يُفيق...
تحامل على يأسه...
تدحرج على طول الركح ...
كبرميل مكسور...
امتدت يده الملطخة بالألوان
تضيء المسرح...
كانت كل الكراسي خالية ...
و لا أثر للجمهور .
خليفة دربالة / تونس
14 نوفمبر 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق