لا تلوموني
لما رأوني في هواها متيما
قالوا هون على نفسك قليلا
قلت اعذروني لست في هواها نادما
البعد عنها هم أحمله وزرا ثقيلا
كيف أسلو إذا اشتد الحنين إليها
و كيف أغفو و كل شيء فيها جميلا
لو خيروني ما اخترت غيرها موطنا
و لا اخترت غيرها أهلا و خليلا
باعدت بيني و بينها أقدار جائرة
فلم أجد لتحملها بدأ و سبيلا
على رباها يبتسم الربيع ضاحكا
و تتمايل السنابل صبحا و أصيلا
إن وصفتها يبقى وصفي ناقصا
فهل يوصف من ليس له مثيلا
كل يوم يزداد حبي لك أضعافا
لها في يسار الصدر زهرا و إكليلا
يكفي أن وجودها في القلب مضاعفا
هي الروح هي النبض شرفا و تبجيلا
لم يزدني البعد عن ربعها إلا تعلقا
و حنين الليل يزيدني سقما و تنكيلا
لولا الأحلام تقربني إليها كل ليلة
لمات القلب في هواها كمدا و تنكيلا
بين عتبات الليل لها مسيرة عشق
بها النفس تزهو ولا تحتاج دليلا
هيفاء و حرف الجمال حولها شامخا
إذا مالت العيون تفيض سلسبيلا
تلكم هي حبيبتي و بلسم جراحي
لم أذكر من وصف محاسنها إلا قليلا
كل شيء أيها اللوام أراه ممكنا
و نسيانها مدى الدهر يبقى مستحيلا
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق