***قصائد طالها النسيان ***
حسناء الهيبيزم
جلست في زاوية منعزلة،،
على كرسي طاولة،،
في مقهى هادئة،،
تعمدت الا تواجه نظرات الرواد. ..!
اشاحت بوجهها تتأمل الجبل. ..
عيناها جميلتان،،
تائهتان في الأحزان، ،،
وهج وسحر كهالة من ضياء..
نور يعلو وجهها رغم أثر السنين ..
وندوب النكبات والزمان ..
سماء في لون البحر والموج...
غيم رمادي يميل الى السواد. ..
شمس خجولة. .باهتة. .باردة...
نسمات الخريف العليلة..
تنساب من الشمال. ..
موسيقى هادئة من الزمن الجميل. .
تريح الأعصاب والدماغ من نشاز العفن. ..
ألحان خالدة تنوم وتخدر. ....!
اخرجت علبة سجائر ها المعهودة، ،
أو قدت لفافة تبغ هذه المرة. ..
أخذت نفسا عميقة، ،
اتبعتها بزفرة وانة. ..
ورشفة من فنجان القهوة السوداء، ،، ،
لم تعر للحاضرين أي اهتمام. ..
كعادتها. . من زمان..
حسناء الهيبيزم. ..
كم من قلب تيمته من زمان. .
كم من شاب هام بها حبا. .من زمان. ..
حسناء الهيبيزم. ..
الشقراء بالفطرة. .
الرشيقة القوام..
كعارضة ازياء فينقية. ..
كتمثال فينوس. ..
في جمال الأميرة ديانا. .
تحمر وجنتاها خجلا. ...
في هيأة جون بيز. ..من زمان. .
حسناء الهيبيزم..
أشعلت سيجارة أخرى. ..
خفضت عيناها. .
تمتع بصرها ..
كم يسحرها بهاء شجر الصفصاف والكروم.
وقد اصفرت أوراقه. .
قبل أن تتهاوى فتستقر على الأرض. .
أو تحملها الريح وسيول المطر ..
في متاهات رحلة لا تنتهي. ...!!
حسناء الهيبيزم..
لا زالت تحافظ على اناقتها....
ابتسامتها معهودة..من زمان. ....!!!
حسناء الهيبيزم ..
ما ترهل جسمها كباقي نساء زمانها..
حسناء الهيبيزم ..
هي البدر في متمه،،
اليوم ومن زمان..
كلما نظرت إلى عينيها الخضراوتين،،
تأخذني رجفة، ،
ارتج كأني أصابتني صعقة كهربائية ..
عالية التوتر..من زمان. ....!!!!
حسناء الهيبيزم. ...
هي الآن. .حزينة. .عليلة. ...!!!
حسناء الهيبيزم..
مدت يدها، ،
تناولت أول ورقة صفراء ذابلة. .
تسقط في هذا الخريف الكئيب..
ورقة من شجرة صفصاف معمر..
مستورد من زمان. ...
وعلى جذع الشجرة اختلطت أسماء
العشاق..الحبيبات
والقلوب النازفة ولها. ...
حسناء الهيبيزم..
كان اسمها منقوشا..
على جذع شجرة العشاق. .
من زمان،،
حفرته أنامل محب..بعناية. .
في طقوسية الهوى المقدس. ..
حسناء الهيبيزم. .
فتحت مذكرتها. .
دفنت بين صفحاتها
بشارة هذا الخريف الغريب. ..
حسناء الهيبيزم ..
أعادت النظارة المعتمة. .
لتخفي سحر عينيها. .
ودمعة حنين. .عن فضول الحاضرين. .
وضعت قطعة نقود ..
فنجان قهوتها فارغ ..
إلا من أثر أحمر شفتيها. .
تسللت في هدوء من حيث أتت، ،
ذلك لم يكن من عادتها. .
من زمان. .
رحلت حسناء الهيبيزم. .
كما ترحل الأحلام والأوهام..
غابت حسناء الهيبيزم. ..
افقت من سهوي. ....!!!
نسمة باردة عمدتني بعطرها..
المعهود..من زمان. .
حسناء الهيبيزم ..
سيكتب لها الخلود...
ولو شاخت...من زمان. ...!
***** بقلم الاستاذمحمد الحفضي *****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق