الاثنين، 9 ديسمبر 2019

عندما يبكي الجنين /بقلم عبد القادر العبيدي

حين يبكي الجنين في بطن امه
........... كان رذاذ المطر يتساقط على نافذة مكتبي..وكانت القطرات تنساب على البلور جداول صغيرة تذكرني بالدموع..وقفت أ نظر  الى العالم الزاحف..الى العالم الهارب من الفقر..من الخوف.. من القسوة..من الظلم..من الحياة..وكان الصمت يلفني عندها فكرت لو يسالني ابني الجنين الذي ما يزال ببطن امه. وتخيلت حوارا دار بيني وبينه..-  *أناجنين في بطن أمي.ليس لي اسم الى حد الان كما أني لا اعرف في أي أرض سأبعث الى الحياة.كل ما أدريه هو اني ساولد في الساعة الصفر ---أهلا كل سنة وأنت *لا ...أرجوك دع التمني لرسائل المجاملات. أريد فقط أن تحدثني عن العالم الذي سابعث اليه في الساعة الصف.؟ ما هو؟ كيف هو؟..الى أين يسير..؟ ---ان كنت ستولد في أرض عربية يا ولدي فانك ستعيش بلا هوية وستولد مشوها فتنشر صورتك على الصحف الغربية... ستولد يا ولدي وفي يدك اليمنى حفنة من الاوراق النقدية وفي يدك اليسرى خنجر حاد تطعن به أخاك العربي في الظهر أو قنبلة تنسف بها سفارة عربية..سترضع من ثدي أمك حليب القضية. وستشعر بمغص في الامعاء لان الحليب مغشوش..لان الحليب مستورد من المصانع الغربية...ستجلس يا ولدي على مائدة النقاش كما جلس أجدادك وسيقسم ظهرك الشقاق والنفاق فتنهض غاضبا وستلعن هذا الوطن الحزين فيقول القدر.آمين..ستولد يا ولدي وعلى جبينك بطاقة ولاء وتاييد... وستاكل خطبا حماسية وتشرب تصفيقا تلقائيا..ستفطر في الخرطوم وتشرب الشاي في القاهرة وتسهر في بغداد ثم تنام في تونس دون جواز سفر..دون تاشيرة..سيضربك المؤدب ويضربك.العرف(رب العمل). ويضربك القانون..ويضربك .الصباط. (الحذاء)يا ولدي وان كنت ستولد في أمريكا فانك ستتعلم الضرب تحت الحزام ..وستنبغ في قلب الانظمة واجادة اللعبة السياسية..ستسهر في الكباريات ليلا وتقرر مصير الشعوب نهارا...ستصنع عالما ثالثا ثم تصنع له أسلحة يحطم بها نفسه...وان كنت ستولد في ايطاليا فستصيبك رصاصة طائشة أطلقها ارهابي بلا عنوان..يقال انه الالوية الحمراء او الخط الامامي..سيلطخ دمك الاسفلت فتاتي امطار الشتاء لتمحوه وكانك لم تكن... وان كنت ستولد في/اسرائيل/ فانك ستشبع تنديدا ولعنا دون أن يمسك سوء..وستفخر بانك مواطن يعيش في بلد حربي لكنه ديمقراطي..ستفخر بالانتماء الى/بلد/ حدوده .استيكية. تتسع حسب الظروف    ان كنت ستولد في جنوب أمريكا فانه قد يطرق باب بيتك ليلا..غرباء وجوهم مقنعة..يقودونك الى حيث لا رجوع...وينتظر الاهل عودتك مع مطلع كل شمس..ولكنك لن تعود..ستعثر الكلاب على جسدك المتعفن في احدى البقاع المهجورة...لن تتكلم بعدها في السياسة وان كنت ستولد في الساحل الافريقي فهات معك رغيف خبز ومصل للقاح ضد التاخر الحضاري..هكذا تقول الاذاعات الاجنبية.. ان كنت ستولد في أفغانستان يا ولدي فانك ستسكن الجبال الوعرة  ..تموت وأنت لا تعرف البكاء..تموت واقفا دون أن يسندك أحد.....لم أكن أدري اني دخلت في حالة هذيان عنيف..ربما كان الهذيان حقيقة..فجاة بلغ مسمعي صوت بكاء خافت... الجنين يبكي...كاد قلبي ان يقفز من صدري -مالك ياولدي؟... أرجوك أجبني ****الان قررت الموت قبل أن أعرف الحياة..لن آتي الى عالمكم هذا -انتبهت فيما السكرتيرة تضع فنجان قهوة على مكتبي وهي مرتبكة*فقد لاحظت الدمعة السائلة على خذي* ...
**عبدالقادر العبيدي**.....

ليست هناك تعليقات:

الأستاذة د. غنوة حمزة// تكتب نبض مشتاق..

نبض مشتاق  أيا مالك الفؤاد ألم تصلك رسائل  الياسمين ..وما أل إليه حالي  خذني إليك ..لملم شتاتي  بحديث عنوانه ... نبض يشتاق....قد أصابه الردى...