فـي لـَيـْلِ عـُمـْري الْطـَّويـلْ
رَأيـْتُ قـَمـَري مـُضـيـئـاً
يـَشـِعُّ كـَمـاسـَةٍ تـَتـَلألأُ
تـَحـْتَ شـُعـاعِ ذُكـاءْ
وَعـُيـونـي بـّلـَّلـَهـا الـْبـُكـاءْ
اـَمْ تـَكـُنْ دُمـوعُ حـُزْنٍ
بـَلْ دُمـوعُ فـَرْحـَةٍ وَوَفـاءْ
وَإذا اعـْتـَرانـي الـْشـَّكُّ
يـَنـْظـُرُ إلـَيَّ بـِعـِتـابْ
كـَأنـَّهُ يـَقـولُ لـي
لـِمـاذا تـُحـَمـِّلُ نـَفـْسـَكَ الـْعـَنـاءْ
مـَصـيـرُكَ مـَرْصـودٌ
قـَبـْلَ خـََلـْقَ الأرْض والـْسـَّمـاءْ
غـَرِّدْ مـَعَ الـْطـُّيـورِ
وَحـَلـِّقْ فـي الـْفـَضـاءْ
وَعـانـِقِ الـْغـُيـومَ
وَهـِيَ تـَتـَشـَكـَّلُ رُسـومـاً
فـي بـَهـاءْ
وَعـِشْ كـَطـِفـْلٍ بـَريءٍ
يـَلـْهـو سـَعـيـداً فـي صـَفـاءْ
وَتـَمـايـلْ مـَعَ الـْصـَّفـْصـافِ
وارْقـُصْ فـي الـْتـِواءْ
واعـْزِفْ عـَلـى رَبـابـَةِ قـَلـْبـِكَ
ألـْحـانَ الـْعـِشـْقِ كـالـْشـُّعـَراءْ
وَعـَلـى قـيـثـارَةِ روحـِكَ
رَدِّدْ تـَرانـيـمَ الـْبـَقـاءْ
واجـْعـَلْ مـِنْ قـَلـْبـِكَ
واحـَةً غـَنـّاءْ
يـَنـْعـَمُ فـي أفـْيـائـِهـا الأشـِقـّاءْ
وَلا تـَكـُنْ أُتـّونـاً لاهـِبـاُ كـالـْصـَّحـْراءْ
وَكـًنْ لـِمـَنْ أحـْبـَبـْتـَهـا عـاشـِقـا
يـَديـنُ لـَهـا بـالـْوَلاءْ
كـُنْ أبـاً حـَنـونـاً
وَقـُدْوَةً لـِلأبـْنـاءْ
كـَمْ كـَذَّبـَتـْكَ الأيـامُ
وَأنـْتَ تـَبـْكـي فـي الـْخـَفـاءْ
خـَوْفـا أن يـُنـْتـابـُكَ القـَضـاءْ
وَمـا زِلـْتَ تـَنـْعـَمُ فـي ارْتـِواءْ
وَكـَمْ فـَكـَّرتَ فـي الـْسـُّقـوطِ
وَوَهـَبـَكَ الـْبـاري الـْعـَلاءْ
لـِمـاذا بـَعـْدَ كـُلِّ هـَذا
لا تـَحـْيـا فـي رَجـاءْ
وَتـَشـْكـُرُ مـَنْ فـي الـْعـَلاءْ
فـادْعـو لـَهُ فـَهـُوَ يـُجـيـبُ الـْدُّعـاءْ
بقلم فؤاد حلبي