الجبابرةُ الخمسةُ في ممالكِ القلب
****************نثر/بقلمي
(١)
الحزنُ جبارٌ عنيدٌ،ما تركَ أحداً إلا وتربعَ فوقَ عرشهِ في قلبه،يحكمُ حزناً،ويصمتُ ألماً،ويضحكُ مرارة،وفي أوجِّ لحظاته القاسية،يبعث سراياهُ ليُقطِّبَ الملامحَ الزاهية،ويرفعُ في القلبِ رايةَ الإنتصارِ الأبدية...
القلوبُ الحزينةُ لا تَنفضُّ دموعُها ،وتبقى الأيامُ تمرُّ،والحزنُ يهرمُ ويشيخُ،ويتسلَّمُ الرايةَ أبنه الذي في رحمِ الغيب...
والوجوهُ الزاهيةُ تظلُّ -تحتَ حكمِه- تضحكُ بمرارة...
(٢)
العشقُ مملكتُهُ الفؤاد،جبارٌ إن حكم
،مجنونٌ إن انتفض، والعيون الغارقة في الهوى هي الجياد، وسيفه الشوق يضرب به كالنار في الصدر،لا أحد يسلبه سلطانه حتى تموتَ النبضاتُ أوالأجساد...
القلوبُ العاشقةُ ملأها الشوقُ ناراً في مرايا العيونِ تُعكَسُ،وتمرُّ الليالي والعشقُ الجبارُ رافعٌ رايةً لا تُنكَّسُ...
(٣)
جبَّارةٌ أنتِ، تزرعينَ في القلوبِ الوهن،وتتجولين في كل الممالكِ،تنشرين في قلوب العصاة سوادكِ..
مَنْ ينزلكِ عنْ عرشكِ -أيتها المعصيةُ- سوى...
(٤)
مولاي الخوفُ إنْ أحكمتَ قبضتكَ يوماً في قلبٍ ماتَ منك...
(٥)
الحنينُ يسيرُ في ممالكِ القلوبِ،ينثرُ بداخلها الورودَ والريحان،ويمسكُ بالراياتِ الخضراءَ،جبارٌ بلا سلطان...
يحنُّ إلى الفرحة التي نفاها الحزنُ،ويعزف على الأوتار،ويحن للمعشوقِ ليل نهار،يحن إلى الأمانِ حتى يعيشَ،وإلى الإيمان حتى يحيا...
بقلمي
أحمد بخيت سرحان
صعيد مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق