صهيل القوافي
إنِّي امتطيتُ براقَ الوقتِ ملتهفا
ماكانَ عزميَ خوفًا صاخبًا وَجِفا
أُسابقُ الضوءَ علَّ الحلم يحملني
نسمًا رقيقًا به عودُ الهوى عزفا
على جناحيْ الذي قد ضلَّ وجهتهُ
حملتُ شجوًا له قلبُ الدنا ارتجفا
تهفو إليَّ جفونُ الشوقِ ساهدةً
والقهرُ هبَّ وبالأهوالِ قد عصفا
وإنّ دمعيَ درٌّ عزّ مطلبهُ
كالسيلِ يدفقُ حتى اليوم ما نشفا
فالنفسُ أذكتْ جناني من توقدها
ياليتَ روضيَ أضحي ناضرًا وَرِفَا
أستلُّ من صفعة الأيام قسوتها
وأخمدُ الوجدَ فوق الجرحِ لو نزفا
أنا صهيلُ القوافي، سحرُ زنبقةٍ
وضوْعُ حرفيْ غزا الأنفاسَ والصحفا
أنا احتضارُ الأماني حين تضربها
كفُّ المنايا. فبي ثوب الأسى التحفا
كلُّ البحورِ على شطآنيَ اختلجتْ
من غربةٍ أثخنتها حرقةً وجفا
يبتزني العتمُ والأنواءُ تصفعني
ما من سفينٍ على شطِّ الرجا وقفا
أضيءُ دهمةَ هذا الدهر من أملٍ
علِّى ألاقي بريقًا في المدى انعطفا
وأسرجُ النفسَ شمسًا لا تبددها
ريحُ الرزايا.فهل بعد العناء صفا؟
أُضمدُ الجرحَ. أشدو الحرفَ في ألقٍ
من الأنينِ عزفتُ الحبَّ والأسفا
ما أوهنتني قيودُ الدهر أو ظفرتْ
فهل زمانيَ في نيل الودادِ وفى؟
ياسمين العابد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق