وجع الأقدار ...
<><><><><><><><><><><>
أراقص كلّ مساء الأملْ
لكن تمتدّ نحوي يد الأقدارْ
تستوقفني وتقول لي راقصي الأجلْ
فالسّماء منذ سنين اِتّخذت القرارْ
كتب الرّحيل على جبينكِ مبكّرا ، بكيتِ واِبتلّت المقلْ
هبطتْ من العيون دموعٌ مشتعلة فأحرقت الدّفاتر والأشعارْ
اِنحيتُ وأنا أتمتم بعض الجملْ
وبدأ بيني وبين الأقدار الحوارْ
قلتُ لها : طرقاتي متاهات لا أعلم إلى أين سأصلْ
ضائعة أنا وريح الرّحيل تقترب منّي لا تعرف الإدبارْ
قلت لها : هل تعرفين القتلْ
أنا كلّ ليلة أقتل ألف مرّة برصاص الاِحتضارْ
كلّ ليلة يجتاحني طوفان الكلل والمللْ
أقاوم بشراعٍ مكسورٍ ألف إعصارْ
كأنّني اِمرأةٌ فقدت في ليلة حرب ألف طفلْ
فبكت وبكت حتّى فقدت الأبصارْ
أيّها القدرْ
سُلب منّي العمرْ
وجع يتبعه
وجعٌ واللّيلُ كهلٌ متثاقل الخطوات يمرْ
حتّى أصبحتُ أطفئ النّار بالجمرْ
وأحفر بمعاول السّاعات القبرْ
لن يجدي نفعا البكاء
غدا أو بعد غدٍ
أكون خبرْ
آهٍ ...
مازال الوجع
يطوف على جسدي ، يحجّ ويعتمرْ
لازلت أحتسي كؤوس القهرْ
في حانات الوداع
مكفّنة أنتظرْ
الرّحيل الذي كُتب على الجميع منذ الأزلْ
سأقضي ما تبقّى من الأيّام في حانات الاِنتظارْ
بكيتُ وبكتْ الأقدار بصمت ووجلْ
خارت قوايَ وحلّ على جسدي الاِنهيارْ
حملني القدر وخاطب السّماء بكلّ الجملْ
حاول أن يوقد شمعة أمل وسط ظلام هجرته الأنوارْ
أيّتها السّماء في يدك المفتاح والقفلْ
في يدك القدر والاِختيارْ
متسلّحة أنا بصبرٍ لا يعرف الكللْ
وأرض السّنين تنتظر الأمطارْ
التي ستسقط من ربّي مع النّعمْ
وينمُو الياسمين مجدّدا ويرحلُ بعيدا وجعٌ يرتدي أثواب الصّبّارْ
✒ توفيق ألفاطمي توفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق