( سوفَ يَأتي الخريف )
قالَت ... لِتَنتَبِه فالخَريفُ قادِمُُ يُزَمجِرُ
يا بِئسَها الأيٌَام ... كَيفَ تَنصَرِمُ ؟ كما السَراب في وَهمِنا يُجاهِرُ ؟
تَمُرٌُ كالسَحابِ يا لَيتَها تَمَهٌَلُت ... لا تَعبُرُ
فَإنتَهِزها يا فَتى سُرعانَ ما يَنتَهي العُمُرُ
أجَبتها ... هَل تُخبِريني بِما أفعَلُ ؟
وأنتِ في الحَياةِ مِنٌِي أخبَرُ
فَرُبٌَما خِبرَتي قَليلَةُُ ... أو رُبٌَما تَكادُ لا تُذكَرُ
قالَت ... إيٌَاكَ أن تُضَيٌِعَ وَقتَكَ في تافِهٍ لا يُثمِرُ
أو حَديثٍ عابِرٍ ما لَهُ جَوهَرُ
وإحرِص على مَن تَرتَجي ... ومَن بِها تَأمَلُ ...
إن تَكُن صادِقا في حُبٌِها ... فؤادَكَ في عِشقِها يَعمُرُ
عِش لَحظَةً لِلحُبٌِ لا تَستَهِن ... فاللٌَحظَةُ سُرعانَ ما تَعبُرُ
وأقطُفِ الأزهارَ من غُصنِها ... فَغَداً في غُصنِها تَذبُلُ
فَلا يفيدُ اللٌَومُ لِلنَفسِ إن هِيَ جَبُنَت ... أو أنٌَها تَستَهتِرُ
فَلا تَكُن ساهِياً ... عَن مُتعَةٍ حَضَرَت ... أو أنٌَكَ تَغفَلُ
أجَبتها ... ما أصنَعُ مع الحَبيبِ ؟ ... إن يَكُن في العَنادِ تَرتيبَهُ الأوٌَلُ ؟
يَقولُ شَيئاً مُقنِعاُ ... ولِلنَقيضِ يَفعَلُ
قالَت ... بالجِرأةُ ... فلا يَفوزُ الفارِسُ الخَجِلُ
لا تَسَل عَن العَناد ... إن أدبَرَت تَدَلٌُلاً ... كَيفَ لا تُقبِلُ ؟
قَد شَجٌَعَتني ولَم تَكُن تَعلَمُ أنٌِي بِها أحفَلُ
خَطَفتُ مِنها قُبلَةً ... ذُهِلَت ... أتبَعتها بإثنَتَين ...
وأنتَظَرتُ رَدٌَةَ فِعلِها ... لِوَجهِها أنظُرُ
هالَني مَنظَرُ الجَفنَين ... كِلاهُما مُسبَلُ
في لَحظَةٍ غَيٌَمَت سَماءُنا ... وأبرَقَت ... وها هِيَ تَهطُلُ
والشِفاه ... قَد نُدٌِيَت من قَطرِهِ العَسَلُ
فَشاقَني مِنها الشِفاهِ ... من الرِضابِ أنهَلُ
وبَعدَها تَوَقٌَفَ العَدٌَادُ عَن عَدٌِها القُبَلُ
وحينَما تَرَدٌَدَت شَفَتي ... تَنَهٌَدَت كَأنٌَما أصابَها الوَجَلُ
وَتَمتَمَت ... هَل نَسيتَ الدُروسَ يا أيٌُها الغافِلُ ؟
فَراعَني في جَفنِها ... أنٌَهُ لَم يَزَل مُسدَلُ
وإستَفسَرَت محبوبَتي ... هَل مَلَلتَ صُحبَتي ... ؟ مالي أراكَ تَكسَلُ ؟ ...
أجَبتها ... مُطلَقاً ... وها أنا مُجَدٌَداُ أستَرسِلُ
لكِنٌَني ... قُلتُ في خاطِري ... يا وَيحَهُ الغَزَلُ
رُبٌَما غادَتي تَظُنٌَني بَطَلُ ؟
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق