الثلاثاء، 14 أبريل 2020

عندما غبت // مصطفى سليمان

💐  همسات عبر الأثير  💐

- الهمسة السادسة و العشرون :

🌹🌹🌹عندما .. غبتِ .. سيدتي ..
تهتُ .. 

و مع .. انتشار .. الجائحة ..
وباء كورونا .. العنيد ..
و هذا الطوق ..
هذا الخنق .. العالمي .. العتيد ..
إنه الحتفُ ..
الحجر الإختياري .. الوحيد ..
عايش نفسك .. عايشها .. أو تموت ..
بعد .. أشنع .. احتضار .. و لا خيار .. 
لا خيار .. الإختيار .. الخيِّر .. 
الخيرُ ..  
تعايش مع نفسك .. لا تكن .. عنيد ..
فالموضوع .. لم يعد فيه .. نقاش ..
صار أمرُ .. 

عندما .. غبتِ .. سيدتي ..
نمتُ .. 

مرت علي سبع أيام .. و سبع ليالٍ ..
لم أذق .. فيها .. طعامٌ ..
و لا عرفت .. فيها .. نومُ ..
صرت .. أبدو .. كسكير ..
أنهكه الخمرُ ..
لم أعد .. ذلك .. الأنا .. 
صرت .. صورة لآخر .. يشبهني ..
في أقصى حالة العربدة .. صرت .. 
معربد .. عربيد .. 
خارت قواي .. و توقف .. فيّ النبضُ ..
أسلمت روحي للنوم .. بل للسبات ..
ككائن خرافي .. قطبي .. عنيد ..
لوحدي .. لي .. النهيُ ..
لوحدي .. الأمرُ ..

عندما .. غبتِ .. سيدتي ..
حلمتُ .. 

و بعد .. طول .. سبات ..
تم الإعلان .. عن .. حتفي ..
أُعلِنتُ .. شهيد .. قومي ..
فموتي .. كشهيد .. صار لقبيلتنا .. عيد ..
فزغردي يا نساء قبيلتي .. زغردي ..
فاليوم ..  يوم .. الإستثناء ..
رفع عنكن القهر ..
اليوم .. لا حجرُ ..
ظن القتلة .. بموتي .. الكل سيرتاح ..
من العسكري .. إلى العقيد ..
نسوا .. أن الحبيب لحبيبته .. يولد محب ..
و أن .. الميت .. الحي .. 
هو .. من مات للحب .. شهيد ..
سذج هم بظنهم .. قد أفلستِ ..
يا نساء قبيلتي ..
عندما .. ضيعوني .. كفقيد ..
فبئس الظن .. و بئس الحلمُ ..
فاليوم .. حجر .. و غدا ..
غدا .. أمرُ ..

عندما .. غبتِ .. سيدتي ..
في .. حلمي ..
ثرتُ .. 

عندما ضيعوني .. سيدتي ..
عندما .. ضيعوني .. كفقيد ..
خرج من كل بيت .. محب .. جديد .. 
صار لقبيلتنا .. أعياد و أعياد .. بدل عيد ..
غدا يكبروا في عزهم .. غدا لا قرح .. 
غدا .. الفرحُ ..
مادام اسمهم .. واحد .. محب شهيد ..
يملأوا .. بيوتهم .. دنياهم .. أنفة أبوهم ..
و بالوصية .. على أثرها .. يسيرون ..
على أثر ملهمهم .. المحب الشهيد ..
لا ارتاح .. القتلة .. و لا أغمضت لهم جفن ..
فشبحي سيطاردهم .. في كل البقاع ..
فأنا .. الشبحُ ..
سأطاردهم .. مدى الحياة ..
برفعة .. ممزلة الشهيد ..
إلى ما لا نهاية ..
بسرمدية .. خلود .. الشهداء ..
شهداء الحب ..
فموت المحب .. فداء للحبيب ..
يدرج في خانة .. كمن مات ..
موتة شهيد ..

عندما .. غبتِ .. سيدتي ..
بُعثُّ ..

لأقول لك .. كل مساء ..
و أنت  .. مفعمة .. هناء .. 
مازالت .. على العهد ..
... و كما و عدتك سيدتي ..
كوني .. لن أخلف .. بوعدي .. 
هذه إحدى رسائلي .. إليك ..
هذا المساء ..
و إن كان .. في العمر بقية ..
سأكتب .. لك .. كل مساء ..
فقط .. الزمي .. حجرك الصحي ..
إلى أن يُرفَع .. عنا .. هذا البلاء .. 
فليحفظك .. لي ..
رب الأرض ..
رب السماء ..🌹🌹🌹

مصطفى سليمان / المغرب.

ليست هناك تعليقات:

الأستاذة د. غنوة حمزة// تكتب نبض مشتاق..

نبض مشتاق  أيا مالك الفؤاد ألم تصلك رسائل  الياسمين ..وما أل إليه حالي  خذني إليك ..لملم شتاتي  بحديث عنوانه ... نبض يشتاق....قد أصابه الردى...