الأحد، 1 مارس 2020

سقوط مفاجئ /بقلم عبد الواحد كامل

سقوط مفاجئ..
  كدمعة هاربة من بين جفريها المحظوظين اللذان يعانقان مقلتيها الغجريتين كل لحظة عناق المشتاق بعد طول الفراق ، أسقط بلا جناحين ، أهوي كأنني دمعة محرمة لم تلامس خذها المتورد ، أسقط كآخر وريقات شجرة بفصل الخريف ، تتلاعب بي الريح الشرقية التي لا ترسوا على إتجاه واحد ، تتقادفني يمينا وشمالا ،  إلى أن عانقت حراشف الخذلان التي ما سألتني من أكون ، فهي بالكاد تعرفني ..
  كقوس قزح فاتنة هي لكنها لم تلبث كثيرا ، تشبهه أو يشبهها لا أعلم!!
أعذار بلا منطق ، و مبررات بلا حجة ، وكلمات فارة من محاكمة الصدق ، كان حدسي موفقا هذه المرة ، فلا يصدقني سوى في عرجات الضير والأسى ، أخاله حليف الكل ضدي أنا ..
   أوراق الخريف المتساقطة لا تعود إلى أغصانها ، فالأغصان تكتسي ألوانا أخرى وكذلك أوراقا أخرى ، والوريقات تنفى إلى موطن البدايات التي تعانق شبح نهاياتها طوال المسير ، فالبدايات بنفس خط النهايات ، فحتى النهاية لها بداية لا كغير البداية التي لها نهاية ، خطوط متموجة ، ورؤوس متوجة ، و أنباء كاذبة ، وزفة عريس خاذعة ، وليال وردية باتت بطعم العلقم بطعم اللؤم ، بطعم الألم ، رشفات على كأس خمر فاسد ، قبلات على جدار بيت مهجور ، و طائر مالك الحزين يغرد بليله وحيدا منجليا عن أعين الهاتفين ونفاق المعجبين ، ومخلوقات الليل لا تقرب مخوقات النهار ، وكل منهما يجلي الآخر منتظرا دوره لينجلي هو الآخر ، فلا الليل يعيش بحضرة النهار ولا النهار يرقد ببساط الليل ، و أنا تلك الدمعة التي لن تعود إلى بحر عينيك ..

                                       عبد الواحد كامل

ليست هناك تعليقات:

الأستاذة د. غنوة حمزة// تكتب نبض مشتاق..

نبض مشتاق  أيا مالك الفؤاد ألم تصلك رسائل  الياسمين ..وما أل إليه حالي  خذني إليك ..لملم شتاتي  بحديث عنوانه ... نبض يشتاق....قد أصابه الردى...