اشعر الآن /بقلم فاتن بن صالح

أشعر الآن وكأنني أحتضر
روح تسحب مني ببطئ
أسفة حقا منك
فأنا أعتذر
تمنيت أن ترى إنعكاس صوتك وكلماتك الساحرة على وجهي
تمنيت أن ترى أدق تفاصيلي
طوال حديثك معي
تمنيت أن ترى ملامحي
حتى في لحظات صمتك
وغيابك
وكأنك لازلت مستمر للبوح دون توقف
نعم هي إبتسامتي
وكأنك رسمتها
بإتقان شديد
دون قصد منك
دون أن تعرف
وكأنك تلعب على أوتاري
وتتفن في ذلك وتعزف
ولكنني أتقنت الكبرياء
حتى إنني نسيت كيف يكون البكاء
ربما نسيت أيضا
كيف تدمع السماء
أو كيف للغيوم أن تغضب بإستياء
الكون الآن في حرب مع النجوم
الكواكب أعلنت التمرد
قبل بدء الهجوم
أصبح هواء غرفتي
خال من الأوكسجين
أوشكت روحي على الإختناق
كل زوايا الجسد تصدعت
القلب محطم وحزين
وتلك الجمرات بداخلي
على وشك الإحتراق
أصبحت الآن أكثر يأسا
أصبحت أكثر شقاءا وبؤسا
مثل ذاك السجين
أسيرة  في زنزانتي في المنفى
أو كمريض بالسرطان
محكوم عليه بالموت البطيء
في ذاك المشفى
أنا أصارع اليوم وغدا لا أعلم
ربنا نسيت من أكون
ربما نسيت كيف للحياة أن تكون
ونسيت كيف أسلك طريقي للجنون
ضاعت مرة أخرى مني
الأماني
ونسيت لحن الوفاء
والعزف على الكمان
وربما نسيت حتى الكلمات و الأغاني ربما نسيت حتى الكلام والبوح
وحتى مفهوم المعاني
أتعلم
أنني نسيت ماكتبت
وما أكتب الآن
ربما هي فقط كلمات
فاقت في قسوتها ما كنت أعاني
#فاتن بن صالح #