الأحد، 12 يناير 2020

أمي // بقلم // الشاعرة فاطمة العيساوي

♡♡♡ أمي... ♡♡♡

بريئة تتمنى أن تعطي الحياة،
كانت أمي وردة بين الوردات...
عشعشت في رحمها بأمر الله،
فأخذت منها الشبه والجنات...
أعطتني الأمل،الحب والأمان،
وأنا مضغة أسبح في الظلمات...
أحدثت إنقلابا في جسدها الغض،
غيرت خلقتها والعظام والهرمونات
أضعفت كل شيء في ذاتها،
العيون،المفاصل وسقطت الشعرات
أقلقت راحتها،نفسيتهاونومها،
وأفسدت الذوق،الشهيةوالعادات...

حملتني ثقلا على ثقلها،
وتحملت ضيق النفس والزفرات...
رغم هذا ولم تخل بمسؤوليتها،
ولا مراعات بيتها ولا الواجبات...
تلقي بجسدها المنهك وتنام،
فتحلو لي ساعتهاالحركةوالركلات
فتجزع من نومها وتستفيق،
والوجع على محياها والبسمات...

وجاء المخاض بإعصاره وآلامه،
وشداته العنيفات والإنقباضات
كانت في يد الله ترجو رحمته،
إذ كانت بين الحياة و الممات...
كل همها أن ترى وجهي،
وتسمع مني النفس والصرخات...
تنقطع أنفاسها فتتصبب عرقا،
فيتداعى الجسد تصدعاوتمزقات

خرجت بعون ربي،إلى الدنيا،
بصرخة منها ،ومني بالصرخات...
سبحان من أبدع في خلقه،
جاد علينا بالبقاءوإستمرارالحياة...
وماأن ضمتني إلى صدرهاحتى،
نسيت،كل ما عانته من عذابات...
أنام نوم العصافيروأصحو،كل
لحظة،وتسهر تراعيني بالمشقات...
وإن مرضت،تتحسس وجعي،
فلا تهدأ حتى أشفى من الأنات...
تدللني،تلاعبني وتخاف علي،
إن ركدت،من الوقوع والعثرات...
علمتني الخطى،النطق والأكل،
وعلمتني الحب والوفاء والسلوكات
أدبتني،علمتني إحترامي لنفسي،
وعلمتني حفظ شرفي والحرمات..
حرصت على تعليمي وثقافتي،
وأحبت أن أحصل أرقى الشهادات
كم كانت فرحتها عارمة...!
وهي تشهد نجاحاتي والإنتصارات
وحين جاء النصيب والقسمة،
زفتني بكبرياء وعزة كالأميرات...

وهاأنا اليوم صرت أما وجدة،
ولازلت أحن لحضنها والضمات...
ولازالت تتقصى أخباري،إن
سهوت وأطلت عليها الغيبات...
أمي يا سندي يامددي المستميت،
ياحصني،إن غارت علي الأزمات...
أمي يا كتاب ماضيي وأسراري،
يامفتاح طباعي والتصرفات..

أمي كيف أرد عليك كل ماضاع،
منك بسببي و كل الذي فات...؟
أمي كيف أعوضك عن شبابك،
وأعوض الصحة والإنتكاسات...؟
أمي أنت اليوم في ضعف ووهن،
وأنا بالبعد عنك،في حيرة وشتات
أتمنى لو أتحرر من إلتزاماتي،
وأقر بقربك وأتحمل المسؤوليات
أمي سامحيني،إذ منعتني ظروفي،
من رعايتك وأنت في عز الحاجات
فليشملك الله برحمته ولطفه،
وكذا،يشمل جميع الآباء والأمهات.

بقلمي
الشاعرة فاطمة العيساوي
المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات:

الأستاذة د. غنوة حمزة// تكتب نبض مشتاق..

نبض مشتاق  أيا مالك الفؤاد ألم تصلك رسائل  الياسمين ..وما أل إليه حالي  خذني إليك ..لملم شتاتي  بحديث عنوانه ... نبض يشتاق....قد أصابه الردى...