( أبي )
لو قلت عنك الآن
فما أقول من هنا
ماذا أقول والآن أنت مُغيّبا
بالقبرِ بت راجيا
دُعاء لروحك ساقيا
ماذا أقول
وظهري بعدك عاريا
أذكُرُ يا أبي
حين كُنت طفلا لاهيا
لا يعرفُ رهبة عاصيا
أو ترغيب لصائب
كُنت أقول مرددا
أبي قد عاد بعدما غدا
وآخُذ منك ما طاب
وأيضا غاضبا
كنت طفلا رافضا
لكل نُصح معاندا
كنت تأخذني معك
ألهو جوارك أو هناك أو هنا
كأن الدنيا ملكنا
بخيال ولدٍ قد مضى
ورويدا رويدا يا أبي
شاخ عُمرك
في يدي
وراح من كد لأهتدي
أشِخت الآن يا أبي
وثورتك وهدئتك
أين أقداما سابقتُها
تشبثتُ فيها لأسبِقك
أين راحت خطوتك
أتخطو الآن بمتكأ
وترقُب ثُبوته برفقتك
أن تذِل أو تُذل هيبتك
حزين أنظُرُ يا أبي
إلي مكان جلستك
وبعض شيء ومُصحفِك
ورفيق عُمرك
أُمي
رفيق دربك
من شباب صحتِك
فتغدوا كما غدوت
حتى حسِبتُ مشّيَها برفقتك
وقلما تنسى خطابك
أو جميل صُحبتِك
فيا بُني
خُذ دليل راحتك
وخير البشر نِعم الدليل
لرحلتك
فاليوم تغرِسُ غرستك
فروي الغِراس بالصلاة
والكرم من شِيمتك
لا تحني أبداً هامتك
لغير ربك خالقك
وكن جميلا راضيا
برزقِ ربك شاكِرا
ولي وأُمك حانيا
وستكبرُ يوماً غرستك
فلا تلُم سِوى همتِك
أو حصاد زرعتِك
..... .... .... ..
أحمد الصاوي مصر ١٣ / ١٠ / ٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق