الشاعرة الدكتورة مفيدة الجلاصي تكتب //لاتكن كالهباء

" لا تكن كالهباء "
اقطف من شعاع الشمس
نورا يضيء طريقي إليك
يهمي على دروب روحي
يهديني الى ضفاف نهرك
تأخذني مياهه
الى سواحل بحار
تمتد آفاقها.....
أمر منها الى تلك الشعاب
في حقول تحتفل
بطواحين الهواء
لم يصلها ذاك " الدونكيشوت"
ترجع صداها
في القلب هفهفات
كم يحلو معها الرحيل
الى تلك الدنى القصية
كأرض عذراء ما وطئتها
نعال من يتربصون
بأديمها ليدنسوه
فسحقا لمن شاءت
شهوتهم الهوجاء
النيل من أرض مقدسة
يريدونها كالخواء
في كومة احتوت الفراغ
كمجنون فقد الإدراك
تاه يبحث عن عقل وقلب
فلا أثر ولا يقين
يأبى الاعتراف
بحاضر نخرته الحروب
والضغائن في عبثية
هي الأخرى موبوءة
بالجنون .....
هوت في أقصى
أبعاد حلم فر
من سجن نفس
أبت ان ترتهنه
في فضائها المحدود
حلق في آفاق
بطولة الفروسية
خيال جنح في
فضاء تلك المدينة
المسيجة بأسوار
الحصون المنيعة
يطلق صيحته
صرخة توقظ حنينا
لطالما غط في سبات عميق
ليقطف من شعاع
الشمس نورا كاللهيب
يزيل عتمة المسالك
والدروب الطويلة
فلا تكن كالهباء
تنثره رياح السنين
وتبعثره بين ركام
من الأحزان الثقيلة
تجثو كالكابوس
على ذاتك الغارقة
في اوهام كالباطل
عششت بين احشائك
وارتشفت من عتمتها
ويلات الوعود الزائفة
وقد خلتها رحلت
ذابت في صدى
أهازيج الفجر الهادرة
( الشاعرة الدكتورة مفيدة الجلاصي )