السبت، 28 سبتمبر 2019

مروان كوجر يكتب //امي الثكلى وطني الجريح

امي الثكلى وطني الجريح
   
يوم ميلادي عاد ، عاد بدون ميعاد ، عاد مثقلا بالأحزان، عاد مشبعا بألام الزمان
عاد والالم لوطن اغرقته الاحزان
عاد بين شعاب الموت والوديان .
عاد ولم يعد الأن .
عاد ولم يبقى جميل بمكان .
عاد وكأن الكون بدء بالتكوين الأن .
عاد بدون ذكري عاد بلا عنوان .
عاد وكأن شىء لم يبدأ ، وسقط الحجر والأنسان .
عاد يحمل هموم الأزمان .
عاد مع أحزان أمي التي نسيت حلمتها في فم رضيعها عندما كان يرقد جانب قلبها يلتمس الحياة ،وفجأة !نهار المكان....
ركضت تاركة أحلامها ، نسيت أجزاء منها في ذاك المكان ، تحت ركام البنيان .
تذكرت أنها تركت له تصريحا لدخول الجنة فلم تلقى حزنا فقد أودعته في رياض أبدي لا يدخله شيطان أو اشباه إنسان .
لماذا عدت يامولد الأحزان .
عدت بدون غد عدت بلا ألوان .
كم تمنيت أن لا تعود .
عدت ومعك أشكال الموت والحقود
عدت ومعك فجر مزيف ألغى الوجود .
وميض إنتشر ضوءه في كل الحدود ، ظنته فجر أبيض ينير أكوان الخلود
وإذ به برق للموت ، جاءت به بومة سوداء  غريبة عن بيت أمي ، تحمل ألة صنعها شيطان ، أضاءت ذاك المكان .
ركضت أمي بظلمة دربها الذي أناره بريق الموت بضوء أسود ، مزج  مع ألوان  حدائقها ،  رأت بقايا سنابلها وقد تلطخت بلون قاني يعلوه حمرة خدود أجنتها وسنابل قمحها .
على أحجار بيتها أجزاء من لوحة الموت التي رسمت بيد مارد لاطاقة له على إرادة إنسان .
ركضت يمنة و يسرى في اتجاهاتها الاربعة  هائمة على وجهها الذي صبغه برق الظلام  .
تذكرت سنابلها التي تركتها  كانت أمنياتها أن تزرع تلك السنابل في محيط كوخها الوردي ، إستجمعت قواها وعادت أفلة إلى محصولها الذي تعبت به سنوات عمرها
فلم ترى عنوان أختفت معالم المكان ولكنها وجدت حطام خزانة الألبسة التي كانت تزهو بألوان ربيعها ، صعقتها الفاجعة رأت سنبلتها الصغيرة اليافعة قد تفحمت كفحم حجري داكن بين الركام .
أخذت تبحت عن سنابلها علها تجدها خضراء كما تركتها ، عندها أدركت أن بذورها إستعملها شيطان ليس بانسان أرسل مخالبه السوداء في غضادتها ليغزل لوحات الموت على أحجار كوخها الذي تناثرت أجزائه في كل مكان .
آه من ذاك الزمان لماذا عاودني الأن .
في واحة ملاصقة لكوخها الذي تبدل لونه إلى لون قلوب الشياطين ، يرقد بقايا إنسان وبقايا سنابلها ، انتصبت لوحات النزع  عليها ،تخبرنا قصص الذين قضو بفعلة برق الموت الداكن كسواد ليلة غاب عنها قمرها .
  حاولت أمي الثكلى جمع ماتبقي من محصولها ،أودعته في حفر جافة ، خاوية ، مظلمة، لا لون للحياة فيها ، أقفلت غطاء حفرها بحجر متفحم هو وليدها وأخر سنابلها ،قبل ان يجف رحمها ، رأت حلمتها في فمه الصغير ،لم ترد انتزاعها تركتها لتروي جفاف سنابلها المحترقة علها تنبت من جديد . 
أقفلت بإحكام فوهات حفرها خوفها من أن يعاود برق الموت أن يتسلل إلى بقايا محصولها المتحجر  يحرقه بحقده الدفين .
آه يا وطني الحزين ، آه من يوم ميلاد ضنين .
أمي عملاق ستتخطى غدر البرق الأسود وتمضي إلى واحاتها  لتزرع  امل لبذور  حقلها .
وتمنت بعود حميد جديد تخلع فيه رداء الحزن الذي أحمي بالحديد .
  رمت حلمها  في بحيرة الامنيات لتزهر  واحات عمرها ويعود عيد ميلاد جديد
               
                                        بقلمي
                                        مروان كوجر

ليست هناك تعليقات:

الأستاذة د. غنوة حمزة// تكتب نبض مشتاق..

نبض مشتاق  أيا مالك الفؤاد ألم تصلك رسائل  الياسمين ..وما أل إليه حالي  خذني إليك ..لملم شتاتي  بحديث عنوانه ... نبض يشتاق....قد أصابه الردى...